إذا كانت مرافقة الأولياء لأبنائهم ضرورية، خلال المراحل التعليمية المختلفة لتوجيههم ومساعدتهم على إختيار الفروع العلمية المناسبة، فإن توجيههم يضل ضروريا عند إخفاق أبنائهم في المشوار الدراسي، على اعتبار أن مراكز التكوين المهني تفتح آفاقا واعدة لكل راغب في تعلم حرفة، وهو حال الشابة شرفي قوسم التي لعبت والدتها دورا مهما في حياتها، بعد أن قررت ترك مقاعد الدراسة. اِلتقت ''المساء'' بالآنسة قوسم شرفي، بأحد المعارض الذي أقيم مؤخرا بمركز الاتحاد البلدي لشبيبة التكوين ببوزريعة، حيث كانت تعرض ما جادت به أناملها من إبداعات تخص كل ما تحتاج إليه العروس من مقتنيات تزيينية. وفي دردشة جمعتنا بها، حدثتنا عن الدافع الذي جعلها تقتحم عالم التكوين وتختار تحديدا التزيين بالورد، حيث قالت: ''لم يسعفني الحظ في مواصلة مشواري الدراسي، ولم يكن لدي أي تصور لما سأقوم به. وبحكم أني أميل إلى الخياطة، كنت أشغل وقت فراغي بخياطة بعض الأقمشة، ولأن والدتي كانت حريصة على مستقبلي، طلبت مني الإلتحاق بمركز للتكوين المهني، علّي أجد ضالتي به، بعدما وقفت هي على ما أبدعته أنامل الفتيات في مجال الحرف اليدوية التي كانت معرضة، ولقيت إقبالا كبيرا من الزوار. كان طلب والدتي بمثابة النصيحة، تضيف محدثتنا، التي لم أتوان في العمل بها، لاسيما بعدما لمست اهتماما منها على مصيري بعد التوقف عن الدراسة، إذ قصدت مركز التكوين المهني، أين عرضت علي الأستاذة جميلة، وهي المشرفة على تكوين العديد من التخصصات التي تميل عادة الفتيات إلى تعلمها كالحلاقة، الخياطة، التجميل، وحرفة التزين بالورود، غير أن ما لفت انتباهي، هو حرفة التزيين بالورود، ببساطة لأن النماذج التي كانت موضوعة بالمركز حمستني لتعلمها، خاصة وأنني أتمتع بمخيلة خصبة عندما يتعلق الأمر بالإبداع، إذ تولد بداخلي شعورا قويا بالرغبة في التعلم، غير أن ما كان ينقصني هو القليل من التوجيه، لاكتساب القواعد الأولية التي تجعلني أحسن توظيف مخيلتي، فكانت الأربع سنوات من التكوين كافية لتحولني من مجرد متربصة إلى مبدعة مبتكرة لنماذج جديدة. تشعر الشابة شرفي بالامتنان لوالدتها التي لم تتخلى يوما عنها، حيث قالت: ''لولا والدتي التي أحسنت توجيهي، لما عرفت يوما أنني أمتلك هذه الموهبة في ابتكار نماذج جديدة في حرفة التزيين بالورود التي تعد من الحرف الراقية. وعن بعض النماذج التي ابتكرتها محدثتنا، بعدما برعت في فن التزيين بالورود، قالت: ''أحاول في كل مرة أن أقدم الجديد الذي يجعل أعمالي تختلف عن أعمال غيري، أي أن تكون أعمالي موقعة بلمستي، ولعل من بين هذه الأعمال، ألبوم صور العروس الذي حولته إلى لوحة فنية يمكن للعروس أن تزين به غرفتها، إذ قمت باقتناء قماش ''الفودان'' ومجموعة من الاكسيسوارات، كالورود والأشرطة، وبعدها وضعت تصورا معينا لما ينبغي أن يكون عليه الألبوم، وقمت بتغليفه وتغيير شكله الخارجي، وهو ما لقي إعجاب البعض من الذين اطلعوا عليه، بعدما سمحت لي الفرصة للعرض بمعرض نضمه المركز، إلى جانب قدرتي أيضا على إبداع طريقة جديدة في تشكيل الورود التي اعتمدها للتزيين. تتمنى الشابة شرفي أن تحترف هذه الحرفة الراقية، وأن تتمكن من المشاركة في المعرض الذي يمكنها من الاحتكاك بالجمهور، قصد التعريف بنفسها، حيث قالت: ''لا أزال أتابع تكويني، على أتعلم أشياء أخرى، وفي نفس الوقت أقوم ببيع بعض الأعمال التي يطلب إلي إعدادها للمقبلات على الزواج تحديدا، غير أنني أتطلع إلى أن أكون اسما معروفا في عالم التزيين بالورود.