لطالما احتلت جبة الفتلة الصدارة بين فساتين الأعراس نظرًا لطابعها التقليدي ودقة إنجازها ولم تكن عروس تستغني عنها في »تصديرتها« إلا أنها عرفت مع السنوات الأخيرة تراجعا، كونها تتطلب بذل جهد كبير من أجل إعدادها، ناهيك على أن شكلها التقليدي لم يعد مرغوبا فيه لدى فتيات اليوم، وهو الأمرالذي دفع بأسماء الى التفكير في الطريقة التي تعيد من خلالها الإعتبار الى هذه الجبة وتلبي في نفس الوقت أذواق جيل اليوم. وفي لقاء جمعنا مع أسماء حلاد واحدة من بين المستفيدات من القروض المصغرة والتي عرضت إنجازاتها ببوزريعة مؤخرا تطرقنا الى بداياتها مع حرفتها فقالت لنا: »لطالما إعتقد البعض أن هذه الحرفة تخص من لم يسعفهم الحظ في مواصلة الدراسة أو من يبحثون عن حرفة يقتاتون منها ولكن الأمرغير كذلك، فأنا شخصيا جامعية أدرس بشعبة إدارة الأعمال وكانت لدي رغبة كبيرة في تعلم صناعة الفتلة خاصة وأن والدتي تمارسها، فكنت أغتنم فرصة العطل الصيفية من أجل التعلم، وأول الأمورالتي شدت إنتباهي هي أن الإقبال على جبات الفتلة عرف تراجعا بسبب عزوف الفتيات عن إقتنائها كونها تقليدية وغيرمريحة، إلى جانب أن شكلها قد تجاوزه الزمن.. وغيرها من العوامل التي دفعتني لأن أحب هذه الحرفة أكثر وأعتبرها بمثابة التحدي«، وعن الخطوة التي قامت بها من أجل إعادة الإعتبار لجبة الفتلة أوضحت »من جهة ساعدني توجهي الدراسي في دراسة السوق والبحث عن ما هو مطلوب ومرغوب فيه، كما سعيت لتعلم الخياطة والتفصيل من أجل أن أتمكن من إرضاء الزبونة من خلال تشخيص ما ترغب فيه بالتحديد، إلى جانب ذلك بحثت عن الوسيلة التي تجعل عمل الفتلة سهلا وغير معقد وبحكم إحتكاكي بسيدة تلمسانية تقوم بإعداد جبات للفتلة بآلة الخياطة تبنيت هذه الفكرة وجسدتها في حرفتي وشيئا فشيئا توصلت لإعداد نماذج لفساتين الفتلة بطابع عصري ومتقن وفي ظرف قياسي بفضل الآلة«، أما عن الرسوم والأشكال التي تزين الجبة فتقول عنها محدثتنا: »رغبتي في مفاجأة الزبونة وتقديم فستان جميل بطابع عصري دفعني للتعامل مع رسام لكي يعد لي أشكالا جديدة وغيرمتداولة، نقوم بنقل الرسم على القماش ثم نأخذ الفتلة ونقوم بواسطة آلة الخياطة بإلصاقها على الشكل ليصبح الرسم بارزًا ومذهبًا بخيوط الفتلة، والجديد أيضا أننا نعمل على ملأ الفراغات بما يسمى ب"الكنتير" الذي يضفي على الحبة جمالية واضحة«.