شهدت حديقة التجارب بالحامة مؤخرا العديد من الترميمات وإعادة تأهيل مست جوانبها المختلفة سواء بالنسبة للثروة النباتية التي تعرف بها الحديقة، وكذا الثروة الحيوانية ··· بالإضافة إلى ترميم التماثيل الفنية التي زينت بها الحديقة· فارس محمد الصغير واحد من الشباب الذين اشرفوا على ترميم مختلف التحف التي تتضمنها الحديقة، فبعد مناقصة وطنية نظمها المسؤولون وقع الاختيار على فارس خريج المدرسة العليا للفنون الجميلة ليشرف على هذه العملية رفقة أربعة من أصدقائه جردي بلقاسم ،خالص نور الدين، جورير رمضان وبوشناقة احمد· بداية المهمة - يقول فارس للمساء- كانت بالإشراف على ترميم ثلاث تحف هي أولا تمثال "رقصات أولاد نايل " الذي أنجزه الفنان الفرنسي ايميل قودسار في 1907 بعد أن كان في وضعية سيئة جدا وكذا تمثال "المرأة النايلية" وتمثال "عازف الناي" إلى جانب تمثال "الطفل حامل الجرة" الذي فقد يقول الفنان أجزاء كبيرة سيما جزءه العلوي وهو ما تطلب إعادة انجازه بشكل شبه كامل، كما عملت المجموعة على إعادة انجاز تمثال القرد· وفي هذا الإطار أكد فارس أنه استند الى الصور الحقيقية لهذه التحف الفنية من اجل إعادة ترميمها وإعادتها لصورتها السابقة وذلك باستعمال الحجر الأبيض في انجاز الأجزاء المفقودة على غرار تمثال "رقصات أولاد نايل" الذي فقد يديه وقدميه وكذا عازف المزمار و"الطفل الذي يحمل الجرة"· عمل فارس ورفاقه لم يتوقف عند هذا الحد بل أدت النتائج الجيدة التي حققها اشتغالهم عن التحف المذكورة على استدعائهم من جديد من طرف مسئولي الحديقة من اجل انجاز تحف أخرى من بينها تمثال" المرأة العوامة" التي أنجزها الفنان الفرنسي ايريك بيقي، والتي تعرضت للسرقة وتمت استعادتها وحفظها، وفي هذا السياق أكد فارس أن المهمة التي أسندت إليه هي تصحيح نسخة طبق الأصل لتمثال "المرأة العوامة" لتوضع وسط الحوض حيث كانت النسخة الأصلية التي تم حفظها من بين التحف المنجزة أيضا تمثال الأسدين التوأمين التي أنجزها الفرنسي لويس باري لتوضع في مدخل الحديقة· يذكر أن فارس محند الصغير هو من خريجي معهد الفنون الجميلة متخصص في الفن التشكيلي والمنمنمات والنحت (تماثيل عصرية)، رغم صغر سنه المهني كانت له العديد من الأعمال حيث شارك في تصميم المنصة الشرفية لمطار هواري بومدين الجديد كما اشرف على انجاز تمثال الكاهنة بخنشلة···وغيرها، وعن موهبته الواضحة وإصراره على العمل يقول فارس أن الفضل في نجاحه يعود لمن منحوه الثقة والفرصة للمشاركة في مثل هذه الأعمال المهمة·