وصف الأمين العام للجامعة العربية، السيد نبيل العربي، الزيارة التي سيقوم بها للجزائر يوم الاثنين القادم ب''الهامة جدا'' بالنظر ل''قيمة وأهمية'' الجزائر داخل منظومة العمل العربي المشترك. مضيفا انه ''متابع ومهتم'' بكل ما تحقق في الجزائر وأن الجزائر التي ستحتفل في جويلية القادم بمرور نصف قرن على استقلالها، أنجزت الكثير في نواحي التربية والتعليم وفي نواحي الإصلاحات الاقتصادية والسياسية المستمرة واكتسبت خبرة ''تمكنها من تحقيق تقدم مذهل''. وأضاف في حديث مشترك أدلى به في القاهرة لوكالة الانباء الجزائرية وجريدة ''الخبر''، عشية زيارته للجزائر، أن الجزائر لديها ''إمكانيات ضخمة جدا ويمكن أن تتميز عن اية دولة أخرى'' لموقعها القريب من أوروبا وبما لديها من خبرة بشرية وثروات وكذا بما لديها من ''قيادات''. ونوه في هذا الصدد بحنكة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي قال إنه ''اقدم سياسي'' في الدول العربية ويتمتع ''بخبرة سياسية تعود الى الستينيات ويلعب دورا مهما في رسم وتوجيه سياسة البلاد الداخلية والخارجية''. وبشأن المواضيع التي سيبحثها خلال هذه الزيارة مع المسؤولين الجزائريين، قال السيد نبيل العربي ''إنني أعتزم أن أتطرق مع المسؤولين الجزائريين وعلى رأسهم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى كل المواضيع السياسية المطروحة على الساحة العربية وكذلك المواضيع المتعلقة بالجامعة نفسها وتطويرها''. وأضاف في هذا الصدد أنه يولي ''اهتماما شديدا'' للاستماع إلى الآراء، سواء من الرئيس بوتفليقة أو من باقي المسؤولين الجزائريين، الذين سيقابلهم لأن وجهة نظر الجزائر ''هامة''، متطلعا إلى ''دور أكبر'' للجزائر فيما يخص العالم العربي وفي موضوع تطوير الجامعة العربية. وحول الانتخابات التشريعية المقبلة في الجزائر ومشاركة الجامعة العربية في ملاحظتها، قال السيد نبيل العربي إن هناك ''اهتماما غير عادي'' للجامعة العربية بهذه الانتخابات وأن وفدها الذي سيلتحق بالجزائر لهذا الغرض سيضم 126 عضوا'' ويكون بذلك أكبر وفد تشارك به الجامعة حتى الآن في ملاحظة الانتخابات في المنطقة''. وأشار إلى أن وفد الجامعة الذي يضم في تشكيلته عناصر من مختلف البلدان العربية رجالا ونساء، تم اختيار أعضائه من بين الذين لديهم خبرة سابقة في ملاحظة الانتخابات ومن الكفاءات السياسية، نظرا للأهمية التي توليها الجامعة لهذه الاستحقاقات. وحول تقييمه للتحضيرات الجارية لشريعيات 10 ماي القادم وفقا لملاحظات وفدي الجامعة اللذين زارا الجزائر في شهر فيفري الماضي و11 افريل الجاري، قال السيد نبيل العربي ''ان كل الأمور مهيأة وأن هناك استعدادات كاملة ونتوقع انتخابات هادئة ونزيهة''. ومن جهة أخرى، وحول تقييمه للوضع في سوريا بعد أسبوع من وقف اطلاق النار، دعا نبيل العربي كافة الأطراف في سوريا إلى الالتزام بوقف اطلاق النار بصورة ''كاملة وشاملة وفورية'' حتى يمكن للمسار السياسي أن يتحقق. وأكد على ضرورة التزام جميع الأطراف السورية بقرار مجلس الأمن حول وقف اطلاق النار بصورة كاملة وشاملة وفورية، حتى يمكن للمسار السياسي الذي يقوده كوفي عنان ونائبه ناصر القدور من أن يتحقق. وكشف السيد نبيل العربي عن دعوة الجامعة العربية لأطراف المعارضة السورية لعقد اجتماع موسع بالقاهرة قبل نهاية شهر افريل الجاري، مشيرا إلى أنه سيلتقي اليوم الاحد مع رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون وبعض اعضاء المجلس، لتحديد موعد الاجتماع الموسع ودعوة اطراف المعارضة الاخرى. وقال إن اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب الخميس المقبل بالقاهرة ،سيبحث ما تم الوصول إليه بشأن جمع المعارضة السورية والذي يهدف الى تحقيق توافق بين ممثلي أطيافها، حول واجهة لتمثيلهم عندما يتم اللقاء مع ممثلي الحكومة الذين طلب من السلطات السورية أن تعينهم تحسبا للقاءات الحوار المرتقبة. وحول تقييمه لمهمة كوفي عنان وما حققه المسار السياسي في سوريا حتى الان، أكد نبيل العربي أن مواصلة الضغط الدولي من جميع الأطراف كما يحدث الآن ''كفيل بتحقيق تقدم للمسار السياسي هناك، لاسيما مع قبول روسيا والصين وإيران بمهمة المبعوث الأممي العربي المشترك كوفي عنان''. وأشار في هذا الصدد إلى أنه لأول مرة يتحقق إجماع حول قرار مجلس الأمن الصادر في منتصف افريل الجاري. مضيفا في هذا الصدد أن الوضع في سوريا ''لايمكن مقارنته بما جرى في ليبيا'' وذلك بسبب ''الظروف المختلفة'' ورفض أغلبية السوريين التدخل العسكري. كما أن أطراف المجمع الدولي ''غير مستعدة لاستخدام القوة العسكرية'' في سوريا. وبالنسبة لمشاركة الجامعة العربية في وفد الرقابة الدولية في سوريا، أكد السيد نبيل العربي أنه تم الطلب من الجامعة العربية والدول الاسلامية المشاركة في وفد المراقبين الدوليين، مشيرا إلى أنه سوف تطرح الأسماء خلال أيام على أن يتم كل ذلك في إطار الأممالمتحدة التي ستشرف على العملية برمتها بالتشاور مع الجامعة العربية. وحول الوضع على الحدود السودانية مع دولة جنوب السودان، دعا السيد نبيل العربي حكومة ''جوبا'' إلى العودة الى حدود 1956 والانسحاب من منطقة ''هجليج'' وحل الخلاف بينها وبين دولة السودان سواء عن طريق التفاوض المباشر او باللجوء الى جهاز دولي. واعتبر السيد العربي أن نشوب الحرب في المنطقة ''خطير جدا''، مؤكد أن الموضوع مطروح في جدول أعمال اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب المقرر عقده بمقر الجامعة بالقاهرة يوم الخميس القادم. وأوضح السيد العربي انه ''غير مقبول اطلاقا'' لا بالنسبة للدول العربية ولا بالنسبة للمجتمع الدولي وطبقا لمواثيق الاممالمتحدة، ان تعتدي دولة على دولة أخرى وتحتل جزءا من أراضيها.