أين كنا... أين نحن وإلى أين نود الاتجاه؟ إنها الأسئلة الواجب طرحها على الذات يوميا من طرف جميع شرائح المجتمع لأن الأمر يتعلق بحياتنا، حاضرنا، مستقبلنا وماضينا الذي انطلقنا منه سواء الماضي البعيد أو القريب الذي سمح لنا بدخول معترك الحرية والديمقراطية بصرخة الأسود الذين أعطوا مثالا في التضحية والوفاء في سبيل الوطن، وأظن أنه حان الوقت ليعبر كل واحد منا عن رأيه بديمقراطية وشفافية لأننا أمام الامتحان الصعب وتحت المجهر أيضا، فالجزائر ستخوض انتخاباتها التشريعية المتميزة بعد العشرية الحمراء لتقدم درسا جديدا في الديمقراطية. بعد أن شهدت تحولات كبرى من أجل الحرية والديمقراطية منذ أزيد من 20 سنة، وسبقت بذلك الكثير من الدول التي تعيش اليوم ما يسمى ب''الربيع العربي''. واليوم فإن الكثير من الأمور الجوهرية على غرار المواطنة وحب الوطن أصبحت تحت المجهر أو المحك للأسف، لأن الكثير من ''الخلاطين'' ينتظرون نوعا من التقاعس أو الفشل لإعطاء تحليلات وتأويلات وأقاويل أكيد أنه سيغلي منها دم كل جزائري أصيل، وهذه شيمنا، فإذا كنا نرفض التهكم علينا في كرة القدم، كيف لا نقدم النموذج الديمقراطي في الأمور الأساسية ونحن الذين قطعنا مسيرة الألف ميل في رحاب الديمقراطية... إنها الانتخابات والقانون الجزائري يسمح بالثلاثية في اتخاذ القرار ''الانتخاب، المقاطعة.. والمعارضة'' المهم أن يمارس حق المواطنة بكل أبعاده... لأن أكثر ما يحرق قلب الشخص هو الندم، لكن بعد فوات الأوان... فالجزائر الآن بحاجة للكثير من الصبر والدعم من أبنائها... نعم لدينا مشاكلنا التي أرهقت المواطن البسيط، والشاب القابع عند مدخل العمارة أو ذاك الذي تورمت قدماه بحثا عن عمل... لكن اتخاذ القرار الإيجابي سيدفع بالأمور للأحسن كما سيسد الطريق أمام من يسعى لإفساد العرس الديمقراطي.