أصحاب الجلالة، سمو الأمراء وفخامة الرؤساء العرب. * * * * بعد التحية والإحترام اللائق بسمو مقامكم الرفيع، أستسمحكم بصفتي مواطنا عربيا هاله ما يحدث في غزة، أن أتطاول عليكم وأن آخذ من وقتكم الثمين والضيق الذي يفترض أنكم تقضون جله أو كله في التفكير الملي والسعي الحثيث من أجل خدمة شعوبكم ووضع خطط تقدمها والسهر على مصالحها والذود عن حماها وذلك احتراماً للقسم العظيم الذي كنتم قد أديتموه أول مرة! ! ! ... * إنني على غرار باقي المواطنين العرب، لا أشك إطلاقاً في أنكم تقضون جل وقتكم وتبذلون قصارى جهدكم في التمكين لأنفسكم وأسركم للإستمرار في الحكم والعمل على تطبيق مبدأ التداول على السلطة مع أبنائكم ... * في البداية أود أن أطرح عليكم هذه الأسئلة البريئة براءة الذئب من دم يوسف والتي أعيتني الإجابة عنها بل وأعيت كل عربي أصيل وحتى كل إنسانٍ حر يتمتع بضمير حي: * - هل أنتم واعون كل الوعي ومدركون كل الإدراك لما يجري من حولكم من أحداث جسام؟! ... وإذا كنتم واعين ومدركين لحرب الإبادة الشاملة التي يتعرض لها شعبنا في قطاع غزة، فهل تشعرون، لا سيما عندما تختلون بأنفسكم وشياطينكم، بأنكم راضون بالفعل بكل الأدوار الإنهزامية والدنيئة التي أسندت لكم والتي ما فتئتم تقومون بها للتنكيل بهذه الأمة وضربها في أقدس مقدساتها؟! ... * - هل نظرتم يوما إلى حال شعوبكم المسكينة والمغلوبة على أمرها؟! ... ألا ترون أنها بسببكم وبسبب تخاذلكم ونرجسيتكم أصبحت تصنف اليوم في مؤخرة الركب مقارنة بغيرها من الشعوب والأمم الحية على الرغم بما حباها الله من إمكانيات هائلة ومن عوامل التاريخ والجغرافيا والحضارة؟! ... ألا ترون أنها تعاني الأمرين بسببكم وبسبب جشعكم وجشع حاشيتكم وأقاربكم وكل المهللين والمسبحين بحمدكم نفاقاً وطمعاً ودجلاً؟! ... * - ألا تعلمون يا سادة يا كرام أن تولي المسؤوليات السامية في بلدانكم هي في النهاية مسألة على جانب كبير من الأهمية والجدية بحيث لا يتولاها كل من هبَّ ودبَّ وكل من لا تتوفر فيه الشروط العلمية والشرعية والصحية والأخلاقية ... ألا تعلمون أن المسؤولية ليست وصاية تامة وإنتفاعاً بالمال العام وهدراً لطاقات الأمة التي أصبحت معطلة ومشلولة بسببكم ... * - بالله عليكم، ألا تخجلون من أنفسكم ومن دجلكم وتواطئكم وجبنكم؟ ! ... ألا ترون أنكم سبب كل البلاوي والمحن التي حلت وتحل بهذه الأمة من المحيط إلى الخليج؟!... * - ألا تخجلون عندما ترون كل شعوب الأمة في وادٍ و أنتم في وادٍ؟!.. ألا تخجلون وأنتم ترون الرئيس الفنزويلي "شافيز" يقوم بواجب الإنسانية ويطرد السفير الإسرائيلي ويقطع العلاقات مع إسرائيل ويدين العدوان الإسرائيلي والدعم الأمريكي وفنزويلا تقع في القارة الأمريكية على مرمى حجر من واشنطن. ومع ذلك يقوم بواجب التضامن الإنساني مع غزة ويدين الهولوكوست الإسرائيلي بكل شجاعة وإقدام... ألا يُعد شافيز أشد عروبة منكم وأكثركم دعما للقضايا العادلة في العالم العربي والإسلامي؟!... * - ألا تشعرون بالنخوة العربية وأنتم ترون غزة كلها تحتضر وتُدك وتدفن تحت الأنقاض بمن فيها من طرف مجموعة من شذاذي الآفاق وقتلة الأنبياء بقيادة الثلاثي أولمرت المستقيل وليفني السحاقية وباراك الباحث عن مجد فقده في جنوب لبنان وعن عذرية ضاعت على يد الشيخ نصر الله بالأمس القريب. * - ألا تخجلون من أنفسكم وأنتم ترون شعوبكم تجوب الشوارع في مظاهرات صاخبة وهي تحمل صور الزعماء جمال عبد الناصر وبومدين وفيصل وصدام حسين؟! ... فهل هم الأموات أم أنتم؟! .. * - ألا تشعرون بالخزي وتدركون أنكم سبب كل البلاوي والمحن التي حلت و تحل بالأمة وسبب معاناة شعوبكم ومسخ كل مقوماتها وتقزيم تطلعاتها بسبب جهلكم وسوء تقديركم وتصرفاتكم الرعناء وتقلب أمزجتكم وعجزكم؟! ... * - ألا تشعرون أنكم مكثتم طويلا جاثمين على مصير شعوبكم تخنقون فيها كل مبادرة تطلع شرعية نحو الحرية والانعتاق تارة باسم الدين وثانية باسم الاستمرارية وثالثة بإسم الانفتاح والديمقراطية ورابعة باسم الإنجازات الشامخة على الرغم من أن أكبر إنجاز في بلدانكم هو إنجاز الطبيعة وبرميل النفط... فإلى أين أنتم سائرون بنا؟! ... أَوَلَمْ يحن الوقت لنعلم وجهتنا ونقرر مصيرنا بأنفسنا مثلما تفعل كل الشعوب الحية من دون وصاية أو أبوة ... فغزة المرابطة قد أسقطت كل وصاية أو أبوة لكم علينا ولم تعودوا أهلا لممارستها ...ارحلوا عنا * - ما أتعس هذا الزمن الرديء الذي مكنكم منا وسمح لكم بمصادرة ماضينا وحاضرنا ومنعنا من بناء مستقبلنا ومستقبل أبنائنا وأحفادنا؟! ... أجل ما أتعس هذا الزمن وما أتعسنا بكم أيها المتخاذلون!!... * * * (*) ضابط سامي متقاعد وأستاذ جامعي وباحث *