الرسول صلى الله عليه وسلم، رسول المحبة السامية التي يظللها الله بنوره يوم لا ظل إلا ظله، دعا الى المحبة فأحبه كل من عرفه، وبلغ حبه الذروة حتى أن أصحابه عليه الصلاة والسلام، يتنافسون في محبته التي تترجمها طاعتهم له، ولهذا وصفهم عليه الصلاة والسلام بالتوادد والتراحم، وإن كان عليه الصلاة والسلام رسول العلم رغم أنه لا يقرأ ولا يكتب، ولكن كان معلمه هو الله والآمر له بالقراءة ولأمته، عندما نزلت أول كلمة من الوحي "اقرأ"، أما الرحمة فإنها تتصدر كل سور القرآن الكريم، عكس ما ادعاه الصهيوني الهولندي الكذاب، بأن القرآن كتاب عنف وإرهاب· فالقراءة التي جاء بها الرسول صلى الله عليه وسلم وأمر بها، تبدأ ب "بسم الله الرحمن الرحيم"، وتكرر الرحمة عند المسلمين في كل صلواتهم اليومية "الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم"، فأين العنف إن كان الله متصفا بالرحمة واسمه الرحمن، وهو الذي علم المسلمين قرآنهم ودينهم "الرحمن"، حيث قال عز من قائل" الرحمن علم القرآن، خلق الإنسان علمه البيان"، فارتبط اسم المعلم وهو الله بالرحمة، أي معلم رحمان رحيم، فما على المتعلم إلا أن يأخذ دروسا في الرحمة بالإنسان وليس ذلك فقط، بل أيضا الرفق بالحيوان، كيف لا وقد جاء في حديث عنه صلى الله عليه وسلم "أن امرأة دخلت النار في قطة حبستها···"· وصدق الشاعر شهاب محمود رحمه الله حين قال: " مغنى به فاض فضل الله وانبعثت به إلى الخلق طرا للهدي شعب وطبقت رحمة الله البلاد به كأنها الغيث يسري وهو منسكب وسار منه هدى لم تبق شارقة إلا ونور سناها منه مكتسب محمد سيد السادات أكرم من علت بملته فوق الورى الرتب محمد المصطفى الهادي الذي شهدت ببعثته أنبياء الله والكتب"···
لو كان القرآن الكريم عنيفا كما يدعيه هذا الأفاك، ما أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه بالهجرة إلى الحبشة ثم المدينة، ولم يسمح الإسلام بالجهاد والقتال إلا بعد أن استقر المسلمون بالمدينةالمنورة وبعد مرور سنة من إقامتهم في المعركة المشهورة بدر، ولم يأمر بقتال المشركين إلا بعد عدوان يقومون به، ومنذ خلق الإنسان والقتال، موجود أي منذ أن قتل قابيل هابيلا، وماذا نسمي الاحتلالات الأوروبية والهولندية خصوصا منها، هل نسميها تبشيرا ومحبة أم نسميها إرهابا؟!