تواصلت الاشتباكات الدامية فجر أمس بين القوات العراقية ومليشيا جيش المهدي التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر في مدينة الصدر شرق العاصمة بغداد، مما أدى الى مصرع 13 شخصا وإصابة العشرات الآخرين·ويرفع هذا العدد حصيلة المواجهات العنيفة بين الجانبين والتي تجددت في مدينة الصدر معقل ميلشيا جيش المهدي الأسبوع الماضي إلى 90 قتيلا وعشرات الجرحى· وكانت الاشتباكات الأخيرة بين القوات العراقية المدعومة بطائرات أمريكية وعناصر ميليشيا جيش المهدي تجددت نهاية الأسبوع الماضي على اثر اغتيال مسؤول التيار الصدري في مدينة النجف·وطالب مقتدى الصدر الحكومة العراقية بالتحقيق في ملابسات اغتيال رياض النوري ولكنه دعا أنصاره إلى التزام الهدوء وعدم الرد على عملية الاغتيال التي اتهمت فيها قوات الامن العراقية والامريكية بالوقوف وراءها· وقال المدير السابق لمكتب الصدر في مدينة الديوانية إن الهدف من العملية يبقى "إضعاف التيار الصدري ضمن خطة للقوات الأمريكية والعملاء في العراق" ·وفي مسعى لتهدئة الوضع وعدم انفجاره من جديد على خلفية عملية الاغتيال هذه، أمر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بفتح تحقيق عاجل، معتبرا أن العملية تعتبر محاولة لزعزعة استقرار محافظة النجف· ورفعت السلطات العراقية أمس حظر التجوال الذي فرضته في مدينة النجف بعد اغتيال رياض النوري ولكنها ابقت على تعزيزات امنية كبيرة بها تحسبا لأية تطورات لاحقة· وكانت عملية اغتيال هذا القيادي البارز في التيار الصدري والذي تربطه ايضا علاقات أسرية بالزعيم الشيعي مقتدى الصدر أثارت موجة غضب عارمة في أوساط الصدريين خاصة وأنها جاءت في وقت ازدادت فيه حدة التوتر بين حكومة المالكي والتيار الصدري على خلفية سعي الحكومة العراقية الى تجريد عناصره من أسلحتهم في إطار محاولتها فرض القانون وسيطرتها الامنية على مختلف المناطق العراقية· وهو الامر الذي تسبب في نشوب مواجهات دامية بين القوات العراقية وعناصر جيش المهدي في مدينة البصرة والتي سرعان ما انتقل فتيلها الى مدن جنوب العراق الاخرى وخلفت مصرع أزيد من 500 قتيل وألفي جريح·