شكلت ردود الأفعال حول الانتخابات التشريعية في الجزائر محل اهتمام الصحافة الدولية التي أبرزت في أعدادها الصادرة، أمس، تباين مواقف الأحزاب الجزائرية حول نتائج التشريعيات من جهة، وكذا الإشادة الدولية التي أعقبت هذا الاستحقاق حيث كتبت صحيفة الحياة اللندنية أن إعلان فوز جبهة التحرير ب220 مقعدا برلمانيا خلف ردود فعل متباينة داخل الطبقة السياسية الجزائرية في تقرير عنونته ''جبهة التحرير تتباهى بفوزها الساحق ... والإسلاميون يرون أن الربيع تأجل''. وأضافت أن مراقبين اعتبروا أن نتائج الانتخابات تمثل إعلان فوز ''دعاة الاستمرارية'' على حساب ''دعاة التغيير''، مشيرة إلى أن ''تربع جبهة التحرير الوطني على القمة السياسية لولاية جديدة لاقى ترحيبا دوليا بدا أنه يزيد من حنق الأحزاب المعارضة على النتائج''، فيما استعرضت يومية ''الشرق الأوسط'' الصادرة في لندن مواقف الأحزاب التي ''احتجت على ما قالت إنه تزوير مفضوح'' مؤكدة أن ''مراقبين أجانب حضروا سير العملية الانتخابية قالوا إنها كانت خالية من العيوب في عمومها''. واعتبرت من جهتها يومية ''النهار اللبنانية'' أنه ''انبثق من الانتخابات التشريعية الجزائرية برلمان يكرس هيمنة حزب جبهة التحرير الوطني ويتوقع أن يستمر في إنجاز الإصلاحات الرئاسية في تثبيت للوضع القائم خصوصا مع النتائج الضعيفة للإسلاميين الذين لم يتمكنوا من الوصول إلى السلطة كما كان شأن إسلاميي بلدان ''الربيع العربي المجاورة'' لافتة إلى ارتفاع نسبة تمثيل النساء داخل البرلمان. وتحت عنوان ''الجزائريون يختارون الاستقرار السياسي'' اعتبرت يومية ''لو باريزيان'' الفرنسية الصادرة أمس أن نتائج الانتخابات الجزائرية ''أظهرت أن الجزائر فضلت إبقاء الوضع على حاله''، مشيرة إلى دور ''ذكريات الأحداث الأليمة'' التي مرت بها البلاد خلال العشرية السوداء في دفع الجزائريين نحو هذا الخيار، مسلطة الضوء على موقف الملاحظين الدوليين الذي أبدوا ''رضاهم'' عن سير العملية، معتبرة أن ارتفاع نسبة تمثيل المرأة يعد ''نجاحا'' حقيقيا فيما يبقى الباب مفتوحا حول التساؤلات المطروحة حول مستوى ''شرعية الفائزين في الاقتراع'' في ظل نسبة امتناع تتجاوز 57 % تضيف لوباريزيان. واعتبرت من جهتها يومية ''لوموند'' الفرنسية أن الجزائر تسير ''عكس تيار الربيع العربي'' مشيرة إلى التوقعات التي تنبأت بفوز الإسلاميين على الأقل بالمرتبة الثانية مبرزة جملة من العوامل التي تبرر هذه النتائج ومنها تخوف الجزائريين من عودة حالة اللااستقرار التي عاشتها البلاد خلال العشرية السوداء... كما كتبت ''لوموند'' بأن انتخابات ال10 ماي أفرزت ''خصوصية جزائرية'' اعتبرتها جد ايجابية وهي ''الاقتحام المكثف للنساء على البرلمان القادم'' حيث تم انتخاب 145 نائبة أي ما يقارب ثلث نواب المجلس الشعبي الوطني. وكتبت ''ليبيراسيون'' الفرنسية تحت عنوان ''الفوز الانتخابي الجميل لجبهة التحرير'' أن النتائج التي حققها هذا الحزب أثارت ''شكوك'' عدد من المتتبعين مستعرضة مواقف الأحزاب المعارضة التي ''نددت بالتزوير'' لاسيما بعض الأحزاب الإسلامية مختتمة بالقول أن الجزائر ''البلد الوحيد الذي قفز على فصل الربيع''.. وفي السياق قالت ''لو نوفال أبسارفاتور'' الفرنسية أن الجزائر اختارت بقاء الوضع على حاله من أجل ''متابعة الإصلاحات الرئاسية'' لافتة إلى إلغاء أكثر من مليون صوت وأن ''الممانعة تبقى حزب الأغلبية''. من جانبها، ركزت الصحف الأمريكية على موقف المراقبين الدوليين لاسيما مراقبي الاتحاد الأوربي الذين أثنوا على السير ''الحسن والهادئ'' للعملية الانتخابية في الجزائر، وقد نقلت ''نيويورك تايمز'' تصريحات رئيس بعثة مراقبة الانتخابات التابعة للاتحاد الأوروبي السيد جوزي إغناسيو سالا فرنكا في رده عن سؤال حول إمكانية حصول عملية تزوير والتي أكد فيها أن ''الجزائر تمتلك ميكانزمات تسمح لها بكشف أي خرق'' مضيفا أنه في حالة تسجيل أي تجاوز فإن ''العدالة الجزائرية ستتخذ الإجراءات المناسبة''. كما تحدثت جريدة ''واشنطن بوست'' عن مواقف الأحزاب الجزائرية التي عبرت عن خيبة أملها من نتائج الانتخابات لاسيما ممثلي تحالف الجزائر الخضراء على غرار رئيس حركة مجتمع السلم السيد أبوجرة سلطاني إلى جانب رئيس حركة التغيير السيد عبد المجيد مناصرة الذي وصف النتائج ب''غير المنطقية'' و''غير مطابقة للواقع''.