ستتسلم وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات قبل نهاية العام الجاري ثلاثة مراكز وطنية لمكافحة السرطان وذلك بكل من ولايات باتنة، سطيفوعنابة ولاحقا بولايتي سيدي بلعباس وتلمسان.وتنتظر هذه المراكز تزويدها بالأجهزة الإشعاعية التي تم تسجيل طلبها لدى كبار المصنعين الأمريكيين وذلك من مجمل ال57 جهازا إشعاعيا المنتظر استلامها في آفاق 2014 بتكلفة مالية تتراوح ما بين 5 و6 ملايين يورو للجهاز الواحد. وأكد الامين العام لوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات جاهزية بعض الولايات بشرق البلاد للبدء في استقبال مرضى السرطان بجميع أصنافهم ويتعلق الامر بكل من سطيفوباتنةوعنابة، فيما تم رفع الغلاف المالي لتسريع عملية انجاز مراكز مكافحة السرطان وذلك بولايات الجنوب على غرار ورقلة وأدرار وبشار والوادي...وأضاف المتحدث خلال اشرافه أمس على افتتاح الأيام العلمية حول سرطان الجهاز الهضمي الذي نظمته جمعية الامل تحت رعاية الوزارة أن أشغال إنجاز هذه المراكز تسير بوتيرة متقدمة. ولم يخف الأمين العام لوزارة الصحة وجود بعض التعقيدات الإدارية التي حالت دون التجسيد السريع لمخطط انجاز 22 مركزا جديدا لمكافحة السرطان عبر ولايات الوطن والتي كانت مبرمجة منذ 2006 وكذا تجهيزها بمختلف الوسائل الضرورية على غرار الأجهزة الإشعاعية التي يتطلب استيرادها واقتناؤها مناقصة دولية، حسب ما تنص عليه القوانين الجزائرية والتي لا تزال معقدة وتأخذ من الوقت أكثر من عملية صنع هذه الأجهزة وتصل أحيانا إلى قرابة ال 12 شهرا كاملا ..وهو ما أخّر عملية تجهيز عدد من المراكز على غرار مركز عنابة وبالتالي تشغيلها. وما دامت 85 بالمائة من الأمراض السرطانية تستدعي علاجات بالأشعة فإن فتح اي مركز للعلاج السرطاني يتوقف على وجود الأجهزة الإشعاعية من عدمها وقد خصصت الدولة غلافا ماليا معتبرا لتزويد جميع المراكز المخصصة لمكافحة مرض السرطان بجهاز إشعاعي سواء المراكز القديمة منها او تللك المقرر انشاؤها بتعداد 57 جهازا في آفاق 2014 ..علما أن تكلفة إنجاز الواحد لا تقل عن 6ملايين يورو. وإلى جانب العلاج الإشعاعي الذي رصدت له الدولة غلافا ماليا معتبرا فإن للعلاج الكيميائي نصيب اوفر من المخصصات المالية بحيث ارتفعت تكلفة الأدوية الكيماوية التي تقدمها المستشفيات مجانا للمرضى إلى ازيد من 21 مليار دج سنة 2012 بعدما كانت 11 مليار دج سنة 2010 وأقل من 6 ملايير دج سنة 2007 وتترجم هذه الارقام الاهتمام الذي توليه السلطات لمرضى السرطان والرعاية الممنوحة لهم في سبيل الوقوف معا لمجابهة هذا المرض الذي ما فتئ يستفحل وينتشر ببلادنا خلال السنوات الاخيرة. وبالعودة إلى سرطان الجهاز الهضمي الذي كان موضوع يوم اعلامي وعلمي خص فئة الأطباء العامين على اعتبار أن غالبيتهم لا يتعرفون على المرض على الرغم من تشخيصهم لأعراضه لدى مرضاهم وعلى هذا الاساس نظمت جمعية الامل لمساعدة مرضى السرطان يوما لهم لحملهم على توجيه مرضاهم إلى اجراء فحوصات دقيقة ومعمقة بمجرد تشخيص أولى الأعراض المتعلقة بالمرض وذلك لإمكانية السيطرة عليه قبل استفحاله. وتشير رئيسة جمعية الامل السيدة كتاب إلى أن بلادنا تسجل سنويا 300 حالة جديدة لسرطان الجهاز الهضمي وهو ثالث سرطان الاكثر انتشارا وفتكا في العالم، حيث يصيب مليون شخص في العالم وهو ثاني السرطانات القاتلة في الجزائر بعد سرطان الثدي عند النساء والرئة لدى الرجال..وتضيف السيدة كتاب أن نقص التوعية والتحسيس وغالبا الخجل أدى إلى اكتشاف معظم الحالات المرضية في مراحلها المتأخرة والتي لا تنفع معها العلاجات الكيماوية ولا الإشعاعية. ولعل من أبرز أعراض سرطان الجهاز الهضمي وبخاصة المعي والمستقيم وجود نزيف دموي في الفضلات او البراز وكذا فقدان الوزن بدون سبب معروف إلى جانب تسجيل أوجاع في المعدة وكذا اختلالات في قضاء الحاجة حيث يحدث إمساك وإسهال بصفة غير منتظمة فيما تبقى الأسباب والعوامل المؤدية إليه متعددة أهمها النظام الغذائي الغني بالسعرات الحرارية مثل اللحوم الحمراء فيما يبقى التشخيص المبكر عند الفئات العمرية التي تتجاوز ال50سنة ضروريا لتفادي انتشار المرض.