أصدرت محكمة الجنايات لمجلس قضاء سكيكدة مؤخرا، حكما بإعدام المتهمين (و. ك) 29 سنة بطال و(ع.م. ل) الملقب بالمخنث 22 سنة طالب جامعي، لتورطهما في جناية تكوين جماعة أشرار لغرض الإعداد لجناية وجناية القتل العمدي مع سبق الاصرار والتّرصد وجناية السرقة الموصوفة المقترنة بظرف الليل والتعدد والعنف وحمل اسلحة ظاهرة. بينما ادين ثالثهم (و. ح) 33 سنة تاجر ب08 اشهر حبسا نافذا بعد أن وجهت له تهمة جناية إخفاء أشياء متحصلة من جناية وعدم الإبلاغ عن جناية. وتعود وقائع هذه القضية التي اهتز لها حي الأمل بوسط سكيكدة إلى تاريخ 11 17/ 2011 بعد تلقي مصالح أمن سكيكدة في حدود الساعة الحادية عشر ليلا مكالمة هاتفية من مجهول، مفادها وجود تسرب للغاز بإحدى الشقق الكائنة بحي الأمل، وكذا وجود شخص ملقى على الأرض برواق المنزل يسبح وسط بركة من الدماء وعند تنقلها إلى المكان عثرت على الضحية (ل. ز) 60 سنة مقتولا بواسطة سكين من الحجم الكبير كان مغروزا في رقبته، كما وجدت اغراض البيت مبعثرة هنا وهناك، وبعد المعاينة شرعت في إجراء التحريات بالاستماع في بادئ الأمر إلى زوجة الضحية التي صرحت للمحققين بأنه اقترح عليها عشية الواقعة زيارة أختها القاطنة بحي سطورة حيث نقلها إلى هناك لتعلم بالجريمة في اليوم الموالي... ثم توسع التحقيق ليشمل عددا من الشباب جلهم من القصر كانوا بالحي ليلة وقوع الجريمة، حيث مكنت شهادتهم من التعرف على الشخص الذي كان رفقة المرحوم ليلة مقتله ويتعلق الأمر بالمسمى (ع. م. ل) المعروف في وسط الشواذ بالمخنث، كما توصلوا ايضا إلى التعرف على الشريك الثاني (و. ك) الذي لم يكن سوى خليل المخنث... ليتم بعد 04 أيام من ارتكاب الجريمة توقيف القاتل الأول (ع. م. ل) الذي سلم نفسه لمصالح أمن عنابة التي سلمته بدورها لأمن سكيكدة، وعن طريقه تم توقيف شريكه الثاني الذي شاركه الجريمة وسرقة المصوغات التي أخفاها عند شقيقه( و. ح). وأثناء التحقيق اعترف (ع. م. ل) الملقب بالمخنث بالجرم الذي ارتكبه. مضيفا أنه تعرف على الضحية منذ حوالي شهر اين مارس معه الجنس مقابل مبلغ مالي يقدر ب400 دج. مضيفا أن التخطيط لسرقة المنزل كان عند مشاهدته للمصوغات الذهبية في إحدى غرف الشقة، خاصة وان المقتول وعده بلتبية جميع احتياجاته في المرة المقبلة وسيمنح له مبلغا ماليا يقدر ب5000دج مقابل ممارسة الجنس معه، وهو ما قبله ليتصل بعدها بخليله (و. ك) واخبره بكل شيء ليتفق الاثنان على سرقة الشقة، إذ وبعد أن خططا للعملية اتصل المخنث بالضحية وضرب له موعدا مجددا وعندما كان هذا الأخير بداخل الشقة وحتى لا يثير اية شبهة وكالعادة تركه يمارس معه الجنس كما شاء، وبعد برهة من الوقت طلب من الضحية أن يسمح له بالخروج متحججا بضياع رخصة سياقته في سلالم العمارة، وفعلا كان له ما أراد وبعد حوالي 05 دقائق صعد بمعية صديقه الذي كان ينتظره عند مدخل العمارة وبمجرد أن طرق الباب قام الضحية بفتحه ليفاجئه المتهم (و. ك) بلكمة عنيفة على وجهه، وعندما هم بغلق الباب أمسكه المخنث من خلف وفي رواق المسكن أسقطه أرضا واضعا حزام سرواله الجليدي على رقبته كما قام بركله على الظهر بثلاث ركلات، ولم يكتف القاتلان بذلك بل قام الشريك بغرز السكين في رقبة الضحية بينما توجه المخنث إلى الغرفة المجاورة بحثا عن المصوغات التي تمكن من سرقتها وكذا كاميرا رقمية، وعندما انتهيا من تجسيد خطتهما توجه المخنث إلى المطبخ وقام بنزع أنبوب الغاز وفتح الصمام، ثم أخذا المسروقات في كيس بلاستيكي وانصرفا... وفي اليوم الموالي وبعد أن شارك المخنث في تصفيات الكرة الحديدية وعند سماعه بالشرطة تبحث عنه انتقل إلى الذرعان بولاية الطارف عند عمته لينتقلا بعدها إلى عنابة وبعد قضائهما ليلتين حميمتين مع بعضهما البعض، قرر (ع. م. ل) بمحض إرادته تسليم نفسه لمصالح الأمن لكن واثناء المحاكمة حتى وإن كان المتهم (ع. م. ل) قد اعترف ضمنيا بكل التهم المنسوبة إليه، إلا انه حاول إبعاد عنصر التخطيط للجريمة وللسرقة، معتبرا أن دوافع القتل كانت بدافع الغيرة من صديقه المتهم (و. ح) الذي تجمعه به علاقة حب جنونية منذ أن تعرف عليه سنة ,2008 ونفس الشيء بالنسبة لهذا الأخير الذي تراجع عن بعض تصريحاته لكن ارتباكهما اثناء المحاكمة أمام قوة الأدلة التي قدمتها النيابة العامة كانت كفيلة بإصدار حكم الإعدام في حقهما.