يرى خبراء ومتعاملون أنّ التهيئة المنزلية فن حياتي يقتضي عصرنة مستمرة، عبر الإحاطة بآخر ما استحدثه عالم الديكور وإجادة تسيير عناصره وكوامنه لتصنيع تجليات ترقى بمنظومة التأثيث وهندسة الديكور، طالما أنّ البيت وهو مملكة المرأة يفرض الابتكار كحتمية حيوية. خلال جولة قادت مندوبة «السلام» إلى معرض «فن الحياة» حول التهيئة المنزلية والديكور بالعاصمة، تفنن ممثلو 25 مجموعة وطنية وأجنبية في استعراض ديكورات مميزة لغرف الإستقبال، غرف النوم، المطابخ والحمامات، فضلا عن مختلف الأدوات التي تستعمل في تجهيزها. وحرص عارضون من الجزائر، اسبانيا، الدانمارك، تونس، سوريا، مصر وغيرها، على تقديم آخر المعدات الخاصة بالديكور الداخلي المنزلي سواء تعلق الأمر بشقق أو فيلات، بالإضافة إلى تهيئة الحدائق من خلال مختلف الأدوات الرئيسية المستعملة في التزيين، إضافة إلى الأثاث المستعمل في تهيئة مكاتب المنازل والعمل المؤسساتي. واستمتع الزوار بآخر ما تم ابتكاره في مجال التهيئة المنزلية، كما كانت الفرصة مواتية لاحتكاك المهتمين مع مهندسي الديكور الذين حاولوا من خلال تجربتهم تلقين الزوار فن الديكور، وكيف يصنعون من قطع أثاث بسيطة ديكورا جميلا، كما سمح بتبادل الخبرات في نفس المجال بالنسبة للعارضين والمختصين المشاركين في المعرض. وأقيم على هامش الاحتفالية سلسلة محاضرات من طرف مهندسي الديكور حول مختلف طرق تصميم الديكور الداخلي والخارجي لمختلف غرف المنزل من أجل نقل الخبرات وفتح المجال للإبتكار والإبداع، حيث تم التركيز على المنزل الذي هو مملكة المرأة التي تبدع فيها كما تشاء، فنمط الديكور عادة ما يعكس شخصية الفرد من خلال تلك البصمات واللمسات التي يضفيها على ديكور منزله، وحسب المختصين فإن الديكور يعتمد على أسس أهمها الترتيب والإختيار والتنسيق بين مختلف الأشياء لإعطاء ديكور منزلي جميل، وهو ما تسعى إليه كثير من السيدات من خلال إضافة بعض القطع في مختلف الأركان لتزيد البيت جمالا، وهذا من خلال مراعاة تناسق الأشكال والألوان خاصة بعدما تبين أن هناك علاقة وطيدة بين ديكور المنزل ونسبة الإرتياح النفسي للفرد. الهيئة المنظمة للمعرض حاولت المزج بين الديكورالحديث والتقليدي الغربي والعربي، الذي جسّده كل من الديكور الصحراوي الجزائري والديكور السوري الذي حظي بإقبال كل من دخل خيمة الهلتون، حيث يعتبر السوريون وغيرهم من دول المشرق العربي أكثر الدول العربية اهتمام بفن الديكور المنزلي، لأنهم يتميزون بالحفاظ على التراث الجميل في مجال إنتاج قطع الأثاث التي تستعمل في الديكور المنزلي. وتشكّل صناعة السوريين للأثاث ليست وليدة العصر الحالي بل موجودة منذ القدم، أين كانت تسود محلات خاصة بالأثاث التقليدي شأنها شأن بعض دول المشرق العربي كمصر وفلسطين، وهو ما زالت تحتفظ به بعض المنازل في الأحياء الشعبية التي بقيت محافظة على جوانبها الجمالية، ورغم البناء الحديث والتصميم الجديدة في مجال التأثيث إلا أن الكثيرين لازالوا محافظون على المزايا، وحتى منهم من يستعمل قطع أثاث عتيقة ولكن بواسطة المزج والتركيب بلمسات بسيطة يتحصلون على ديكور غاية في الجمال.