كشف مكتب محاماة فرنسي بالعاصمة باريس أمس أن سهى عرفات أرملة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات كلفته برفع دعوى قضائية بعد إكتشاف كميات غير عادية لمادة البولونيوم المشعة في أغراض زوجها الفقيد وأعطت الإعتقاد أنه مات مسموماً. وقال المحامي بيار أوليفييه سير أن سهى عرفات طالبت المكتب برفع دعوى قضائية أمام القضاء الفرنسي ضد مجهول على أمل التوصل إلى تحديد الأسباب الحقيقية التي عجلت برحيل الرئيس الفلسطيني وكشف الحقيقة وإحقاق الحق والعدالة ضد المتورطين المحتملين. ولم يكشف المحامي المذكور عن مضمون الدعوى القضائية وإكتفى بالقول أنه سيرفعها بداية من الفاتح أوت القادم وأنه ليست لها أية أهداف أخرى سوى كشف الحقيقة. ويأتي هذا التطور في موقف أرملة الرئيس عرفات وهي التي سبق وأن إعترضت على إجراء تشريح على جثة زوجها الفقيد بعد وفاته مباشرة في مستشفى بيرسي العسكري بالعاصمة الفرنسية باريس يوم 11 نوفمبر سنة 2004 رغم أن أسباب وفاته لم تكن واضحة آنذاك. ولكنها غيرت موقفها هذه المرة وأعطت موافقتها للسلطة الفلسطينية من أجل إستقدام فريق من الخبراء السويسريين في علم الإشعاعات النووية لإستخراج رفاته والتأكد من وجود هذه المادة القاتلة في جثته. ومازال الجدل قائما في الأراضي الفلسطينية حول الأسباب التي أدت إلى وفاة الرئيس ياسر عرفات التي ساد الإعتقاد لدى عامة الفلسطينيين ويسود أن وفاته مشكوك فيها ويكون قد توفى في إطار جريمة تصفية تمت مع سبق الإصرار. وهو ما أكده توفيق الطيراوى رئيس لجنة التحقيق الفلسطينية التي أنشئت لتحديد أسباب وفاة الرئيس الفلسطيني الراحل وقال أنه لا يستبعد أن تكون إسرائيل قد جندت عميلًا فلسطينياً لإيصال مادة البولونيوم القاتلة لجسده. وأضاف أن المهمة الأساسية الآن أمام لجنة التحقيق هي البحث عن الأداة التي أوصلت السم للرئيس الراحل. وأضاف "أن تفعيل التحقيق في جريمة إغتيال عرفات في المحافل الدولية خاصة في مجلس الأمن أمامه تحديات ومعيقات سياسية كبيرة وأبرزها الإسرائيلية" مشدداً في الوقت نفسه على الجاهزية الكاملة لخوض هذه المعركة.