نوه وزير الشؤون الخارجية، السيد مراد مدلسي، أمس، بالعلاقات الجزائرية-البلجيكية التي تتميز -حسبه- بتعاون مميز، مشيرا إلى أن هذه العلاقات ستتكثف أكثر خلال الأشهر القادمة، فيما أبرز وزير الشؤون الخارجية البلجيكي، السيد ديديي رايندرس، الدور المحرك الذي تلعبه الجزائر في بناء صرح المغرب العربي وتسوية النزاعات في إفريقيا. وأوضح السيد مدلسي خلال ندوة صحفية مشتركة مع نظيره البلجيكي بمقر وزارة الخارجية بالجزائر أن العلاقات بين البلدين "تتميز بتعاون نوعي تأكد على مدار الزمن"، مشيرا إلى أن هذه العلاقات "من المفروض أن تكثف أكثر في إطار الزيارات القادمة التي سيقوم بها أعضاء من الحكومة البلجيكية ورجال أعمال بلجيكيين لاكتشاف المجال الواسع للاستثمارات التي تمنحها الجزائر". كما أبرز الوزير أن الطرفين لاحظا أن علاقاتهما بإمكانها أن تتطور أكثر على أساس الوضع السائد في الجزائر، والذي يشجع على تحقيق قفزة نوعية إضافية في علاقاتنا الثنائية، مؤكدا أن الجزائر ترغب في حضور مكثف للمستثمرين البلجيكيين في مختلف قطاعات النشاط. بالمناسبة؛ كشف السيد مدلسي أن بلجيكا استثمرت العام الماضي بالجزائر 150 مليون دولار في إطار التعاون التقني الذي يشمل عدة قطاعات، معربا عن أمله في يكثف المتعاملون البلجيكيون وجودهم بالجزائر في قطاعات متعددة خارج قطاع الطاقة. من جهته، أشار وزير الخارجية البلجيكي إلى أن بلاده مهتمة بالاستثمار في الجزائر من خلال مشاريع تنموية في عدة قطاعات على غرار النقل بالسكك الحديدية والطاقات المتجددة وتكنولوجيات الإعلام والاتصال الجديدة والصحة، وأكد -بالمناسبة- أن الجزائر تلعب دورا محركا في بناء صرح المغرب العربي وتسوية النزاعات بإفريقيا. وتطرق السيد رايندرس -في سياق متصل- إلى تجربة الاتحاد الأوروبي في الاندماج، وأبرز -في هذا الصدد- أهمية تحقيق الاندماج الإقليمي في المغرب العربي وأثره على التنمية الاقتصادية والاجتماعية والاستقرار، معربا عن أمله في تعزيز العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والجزائر من جهة وبين الاتحاد الأوروبي ودول الضفة الجنوبية من حوض المتوسط، لاسيما المغرب العربي من جهة أخرى. كما أكد -بالمناسبة- على أهمية الدور الذي تلعبه الجزائر في تسوية النزاعات بإفريقيا ضمن عملها في الاتحاد الإفريقي والمجتمع الدولي. ومن جهة أخرى استقبل رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، أمس الثلاثاء، وزير الشؤون الخارجية البلجيكي السيد ديديي رايندرس، بإقامة جنان المفتي بحضور وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي. كما أجرى السيدان مدلسي ورايندرس محادثات بمقر وزارة الشؤون الخارجية حضرها أعضاء وفدي البلدين،كما جمعت السيد رايندرس محادثات مع السيد عبد القادر مساهل الوزير المنتدب الكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية، حيث تطرق الطرفان إلى الوضع في منطقة الساحل وبالتحديد بجمهورية مالي. وكان المسؤول البلجيكي، الذي وصل إلى الجزائر صبيحة أمس، قد أكد في تصريح له لدى وصوله إلى مطار هواري بومدين أن زيارته للجزائر تندرج في إطار تعزيز العلاقات الثنائية على الصعيد السياسي والاقتصادي والثقافي وأعلن -بالمناسبة- عن تنظيم منتدى اقتصادي جزائري بلجيكي يشمل العديد من المجالات، موضحا أن الأمر يتعلق أساسا باستعراض تطور العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والجزائر من جهة والاتحاد الأوروبي ودول المغرب العربي من جهة أخرى. تجدر الإشارة إلى أن زيارة وزير الشؤون الخارجية البلجيكي إلى الجزائر تأتي استجابة لدعوة من وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي.