أمر الرئيس الامريكي باراك أوباما، أول أمس، بتنكيس الأعلام الأمريكية في كافة البنايات العمومية والدبلوماسية والقواعد العسكرية لمدة 6 أيام إثر حادث إطلاق النار داخل قاعة سينما كانت تعرض فيلم "الرجل الوطواط" (باتمان) بمقاطعة كولورادو وخلف 12 قتيلا وإصابة العشرات بجروح، بينما ألغت فرنسا العرض الأول للفيلم لدواع أمنية. وأشار بيان صادر عن البيت الأبيض إلى أن قرار تنكيس الأعلام إلى غاية 25 جويلية الجاري يشمل أيضا سفن البحرية الامريكية، وأوضح الرئيس أوباما الذي اضطر إلى قطع جولة انتخابية بفلوريدا بسبب الحادث انه اتخذ هذا القرار احتراما لضحايا أعمال العنف التي وقعت بمنطقة اورورا بكولورادو، والتي قتل فيها 12 شخصا وأصيب 59 اخرون بجروح. وتزامن صدور قرار تنكيس الأعلام مع استعداد الشرطة الامريكية المكلفة بالتحقيق في الحادث لإرسال رجل آلي لتفجير ما وصفته ب«الفخ المتطور" الموجود في شقة الرجل المتهم بارتكاب مجزرة قاعة السينما، حيث كان الضحايا يتفرجون على آخر فيلم جديد "باتمان 4". وحسب المحققين فإن الجاني الذي تم توقيفه وهو جيمس اياجان هولمز البالغ 24 عاما، اقتحم دار السينما في ضاحية دنفر بعد منتصف ليلة الجمعة مباشرة، وكان يرتدي درعا واقيا للجسم أسود اللون، وقناعا واقيا من الغاز. وقام المعني بإلقاء قنابل دخان على متابعي العرض قبل أن يطلق النار عليهم بصورة عشوائية. وأفادت التحريات الأولى مع المتهم الذي احتجزته الشرطة خارج السينما بعد دقائق من الهجوم، أن هذا الأخير يعاني من اضطرابات نفسية، حيث كان صابغا شعره باللون الأحمر ويطلق على نفسه اسم "الجوكر" في إشارة إلى عدو "باتمان" في الكتب المصورة والأفلام. وعثرت الشرطة لاحقا على متفجرات في بيت هولمز لكنها لم تتمكن من دخول المنزل، حيث تم اكتشاف بإحدى غرف المنزل أسلاك متشابكة متصلة بزجاجات بلاستيكية تحتوي على سائل غير معروف، كما قام المشتبه به بوضع جهاز لضبط الوقت لتشغيل الموسيقى في شقته في محاولة لدفع السكان إلى الشكوى وجر الشرطة للوقوع في الفخ، الأمر الذي دفع بالشرطة إلى الاستعانة أمس بتقنية الرجل الآلي لتفجير المواد الناسفة. كما كشفت تحريات الشرطة أن المشتبه فيه كان قد اشترى أكثر من 6 آلاف رصاصة وخزانات للأسلحة بشكل قانوني عبر الانترنت خلال الشهرين الماضيين، ويملك ذخائر وثلاثة مسدسات وبندقية آلية اشتراها من باعة السلاح المحليين بطرق قانونية أيضا، الأمر الذي أعاد إحياء الجدل بشأن قانونية بيع الأسلحة في الولاياتالمتحدة. وعقب هذه المجزرة التي أعادت لأذهان سكان كولورادو ذكريات المذبحة التي وقعت في 1999 بثانوية في ليتيلتون على بعد 27 كيلومترا من اورورا، حيث أطلق طالبان النار وقتلا 12 طالبا ومعلمة، وشددت دور السينما في الولاياتالمتحدة من إجراءاتها الأمنية، فيما وصلت حمى الحادث إلى فرنسا حيث تم إلغاء العرض التمهيدي لفيلم "الرجل الوطواط" والذي كان مقررا مساء أول أمس بباريس بحضور فنانين عالميين، فيما لم يفوت الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند فرصة الاتصال بنظيره الامريكي لتقديم تعازيه والتعبير عن تضامنه مع الضحايا.