ينتظر سكان بلدية هراوة تحرك السلطات المحلية لتجسيد مشاريع تنموية; من شأنها تحسين الإطار المعيشي وتوفير العديد من المرافق الهامة التي ظلت تشكل مطلب المواطنين، ومنها؛ محلات الشباب، ملحقة لمركز البريد والهياكل التربوية الكافية، فيما تؤكد مصالح البلدية أن هناك العديد من المشاريع التنموية في الأفق، وأخرى لا زالت متوقفة بسبب نقص الأوعية العقارية. وصرح بعض الشباب الذين التقتهم “المساء”، أن مصالح البلدية تلقت العديد من الطلبات الخاصة بالحصول على المحلات التجارية، وهم في انتظار الرد على انشغالهم، مطالبين بضرورة تدخل السلطات المعنية لتحسين أوضاعهم وتدعيم المرافق الاجتماعية ومختلف المشاريع التنموية التي من شأنها بعث النشاط والحركية في أوساط الشباب العاطل. كما يدعو سكان هراوة السلطات إلى إنجاز ملحقة لمركز البريد الوحيد المتواجد على مستوى البلدية، والذي لا يلبي الطلب أمام الكثافة السكانية التي اتسمت بها هراوة، خاصة خلال السنوات الأخيرة، ضف إلى ذلك، الخدمات المتدنية التي لا تلبي احتياجات الزبائن، بسبب افتقاره للوسائل العصرية، مع تسجيل نقص في أجهزة الحاسوب، إلى جانب الفوضى الكبيرة التي يشهدها يوميا بسبب الاكتظاظ وتزاحم المواطنين لسحب أموالهم منذ الساعات المبكرة من كل يوم، حيث يشكلون طوابير غير منتهية، وقد صرح لنا بعض المواطنين أنهم يضطرون أحيانا للإنتقال إلى بلديات أخرى لسحب أموالهم. بالإضافة إلى هذا، يطالبون بتوفير وسائل النقل، حيث أضافوا أن نقصها بصفة يومية أرهقهم خاصة على مستوى الخط الرابط بين عين طاية والرغاية، بسبب الكم الهائل من المسافرين، مما أدى إلى عجز الناقلين على استيعاب المسافرين، خاصة في أوقات الذروة في غياب محطة رئيسية، الأمر الذي يضطر غالبيتهم للإنتظار لمدة طويلة. من جهتها، تتساءل 317 عائلة تقطن بالشاليهات ببلدية هراوة، عن مصيرها من برنامج إعادة الإسكان، مشيرين إلى أنهم يعيشون أوضاعاً صعبة في ظل تنامي المخاطر التي باتت تتربص بهم في سكنات انتهت مدة صلاحيتها منذ سنوات. وقال السكان الذين يعيشون في الشاليهات لأكثر من 9 سنوات، إن جدرانها تآكلت بشكل كبير وأصبحت مرتعا للجرذان ومختلف الحيوانات الضارة، الأمر الذي جعلها تشكل خطرا على حياة الأفراد، حيث أدى قدم الشاليهات إلى انهيار أجزاء منها، مما تسبب في إصابة العديد من قاطنيها، إضافة إلى ارتفاع نسبة الرطوبة التي تسببت في إصابة العديد منهم بمختلف الأمراض المزمنة كالحساسية، ناهيك عن الروائح الكريهة والأوساخ التي شكلت ديكورا مقرفا بالحي، بسبب انسداد قنوات الصرف الصحي. من جهته، صرح رئيس المجلس الشعبي لبلدية هراوة، السيد علي معمري في تصريح ل “المساء”، أن مصالح البلدية سطرت عدة مشاريع كانت مجمدة لسنوات بسبب افتقارها للوعاء العقاري، إلا أنه بعد استرجاعها من طرف خواص، سيتم إنجاز العديد منها. وأضاف مصدرنا أن المشاريع التنموية التي سيتم برمجتها، تتمثل في المنشآت التعليمية بإنجاز 4 مؤسسات تربوية في كل من؛ معمرية، أولاد العربي، عين الكحلة وهراوة، إضافة إلى ثانوية بهراوة وسط، كما تمت برمجة إنجاز عدة ملاعب جوارية ومرافق صحية، مشيرا إلى أن البلدية خصصت مبلغ ملياري سنتيم لتهيئة ملعب عين الكحلة لكرة القدم، وتزويده بالعشب الاصطناعي، كما ستعمل البلدية على تخصيص منطقة لإنجاز ملعب جواري على مستوى حي عدل، وبالضبط أمام المدرسة الابتدائية، كي يتمكن شباب الحي من مزاولة نشاطهم الرياضي. أما بالنسبة لإنجاز ملحقة بريد، فأوضح رئيس بلدية هراوة أنه تم اقتراح إنجاز هذا المرفق، إلا أن انعدام الوعاء العقاري حال دون تجسيد المشروع، إلى جانب مصالحه التي لا زالت في رحلة البحث عن قطعة أرضية لإقامة هذا المشروع. على صعيد آخر، أشار السيد معمري إلى أن مصالح البلدية راسلت مديرية النقل لاستحداث 5 خطوط نقل جديدة، تضم 25 موقفا للحافلات، منها 17 موقفا مشتركا داخل الأحياء المعزولة بالمنطقة، والمخطط يتضمن 3 محاور تربط بين الرغاية وعين طاية، مرورا بأحياء عين الكحلة، برايدية، حي العربي، 450 مسكنا ومنطقة ايتاماس، مضيفا أن مصالح البلدية قامت بمنح كل التسهيلات الإدارية والقانونية اللازمة للناقلين الخواص من أجل إنجاح هذا المشروع. أما بخصوص ال 100 محل تجاري، فأضاف رئيس بلدية هراوة أنه تم توزيع 31 محلا ضمن مشروع ال 100 محل في كل بلدية، في حين أن 50 محلا أخرى تشهد المراحل النهائية من الإنجاز، فلم يتبق منها إلا أشغال المحيط الخارجي، وأن اللجنة على مستوى الدائرة تقوم حاليا بدراسة ملفات المرشحين للاستفادة من هذه المحلات، وسيكون الإعلان عن المستفيدين من 50 محلا قريبا. وبشأن سكان شاليهات هراوة، صرح محدثنا أن مهمة الترحيل من مهام الولاية، “وما على السكان إلا أن ينتظروا دورهم من برنامج إعادة الإسكان”.