تعتزم وزارة الشباب والرياضة تقديم (في الساعات القليلة القادمة) توضيحات مفصلة عن المشاركة الجزائرية في الألعاب الأولمبية الأخيرة التي احتضنتها العاصمة البريطانية من ال 27 جويلية الماضي إلى ال 12 أوت الجاري والتي سجل فيها رياضيونا نتائج مخيبة للآمال، اعتبرها الرأي العام الوطني كارثية ولم يسبق لها مثيل على المستوى الدولي. وكانت الوصاية قد أعلنت قبل هذه الدورة الأولمبية عن قيامها بتسخير إمكانيات مادية ضخمة قدرت بخمسين مليار سنتيم إلى درجة أن الأغلبية من الرياضيين الذين انتقلوا إلى لندن لم تشتك لا من نقص التحضيرات ولا من نقص الإمكانيات، بل تركت الانطباع عن وجود إمكانية كبيرة لحصد بعض الميداليات في هذه التظاهرة العالمية. وقال -في هذا الصدد- الأمين العام لوزارة الشباب والرياضة كمال قمار في تصريح ل “المساء” إن الوصاية ستعقد ندوة صحفية قبل نهاية الأسبوع الجاري يتم فيها التطرق إلى كل الأسباب التي أدت إلى ما وقع للرياضة الجزائرية في دورة لندن، وأكد أنه لا يمكن بالضرورة تحميل الوزارة مساوئ الرياضة الجزائرية في الألعاب الأولمبية الأخيرة، موضحا أن الهيأة الوصية تحملت مسؤوليتها فيما يتعلق بتسخير الإمكانيات اللازمة لهذه المشاركة ولم تقصر من دورها في مسعاها لوضع الاتحاديات الرياضية في أحسن الظروف، وذكر قمار بمختلف التربصات التي قام بها الرياضيون في الجزائر وفي الخارج والدورات الدولية الودية التي شاركوا فيها. وفي نظر الأمين العام للوزارة، فإن الرياضة الجزائرية تمر فقط بمرحلة فراغ، ولا بد من انتظار بعض الوقت لكي تتجسد على أرض الواقع نتائج المجهودات التي تبذلها الدولة الجزائرية للنهوض بالقطاع على كل المستويات، مذكرا بالمنشآت الرياضية الكبيرة التي أنجزت، منها مركزي تكوين سطيف والسويدانية، إذ أن كل واحد منهما يحتوي على أربعة مائة مقعد بيداغوجي، الأول بدأ يشتغل منذ شهرين والثاني سيتم تدشينه قبل نهاية السنة الجارية، وقد شملت استراتيجية خلق مراكز تكوين كبرى جميع ولايات القطر الوطني وحتى المدن الداخلية منها والتي تحوز على كفاءات لم يتم استغلالها في السابق، ومن الضروري أن تضم هذه المراكز عدة فئات عمرية من أجل تنمية معارفها والمساهمة بصفة احترافية في إخراج رياضيي المستقبل. إلا أن محدثنا أكد -من جهة أخرى- أن أكبر تحد تواجهه الوزارة يتمثل في الصعوبة التي يجدها مسؤولو هذه المراكز في اكتشاف المواهب الشابة القادرة على الانخراط في هذه المراكز، قائلا إنه يجب على هذه الأخيرة أن تلعب دورها على أكمل وجه من أجل تفادي وقوع اختلالات في مراحل تكوين الأجيال القادمة. وأوضح قمار في ختام حديثه معنا أن الرياضة الجزائرية ليس لها ما تؤكده على المستويين العربي والإفريقي بقدر ما تبحث بالدرجة الأولى عن إيجاد مكان لها بين الأمم المتطورة في المجال الرياضي.