تبقى المخاوف الإسرائيلية قائمة من إمكانية تبني القاهرة في ظل حكم الإخوان المسلمين لموقف صارم مع حكومة الاحتلال رغم إعلان الرئيس المصري محمد مرسي التزامه بالسلام مع إسرائيل. ويؤكد هذه المخاوف الدعوة المفاجئة التي وجهها وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان للرئيس المصري ولو أنها مخالفة للقواعد الدبلوماسية لزيارة مدينة القدسالمحتلة في محاولة لكسب ود الحكام الجدد في مصر التي كانت بمثابة الحليف لإسرائيل طيلة 30 سنة الماضية من حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك. وبكلمات منمقة عبر ليبرمان عن سعادته لسماع الرئيس محمد مرسي وهو يقول أن "مصر ملتزمة بالسلام مع إسرائيل في إطار احترام معاهدة كامب ديفيد ومحاربة الإرهاب". وذهب ليبرمان المعروف عنه تطرفه إزاء ما هو فلسطيني وما هو عربي إلى مطالبة الرئيس المصري بعدم الاكتفاء بمجرد الكلام بل ترجمة ذلك على ارض الواقع من خلال "رؤية الرئيس مرسي وهو يستقبل ممثلين رسميين إسرائيليين وإجراء حوارات مع وسائل الإعلام الإسرائيلية وأكثر من ذلك فإن ليبرمان دعا الرئيس المصري لان يكون ضيف الرئيس الإسرائيلي شمعون بريز في القدسالمحتلة. وهي دعوة وإن كانت تكشف عن مخاوف إسرائيلية من احتمال اتخاذ القاهرة لموقف معاد لإسرائيل في ظل حكم الإسلاميين فإنها أيضا حملت "رسالة ود" تريد حكومة الاحتلال أن تميز علاقاتها مع الوافد الجديد لقصر الرئاسة المصرية، وهو ما يبقي الترقب قائما في انتظار معرفة رد الرئيس محمد مرسي على دعوة وزير الخارجية الإسرائيلي علما ان الرئيس المصري الأسبق أنور السادات شكل الاستثناء في زيارة اسرائيل ذلك أن حتى الرئيس السابق حسني مبارك رغم العلاقة الوطيدة التي كانت تربطه بإدارة الاحتلال فانه لم يزر إسرائيل ولا القدسالمحتلة ولو مرة واحدة.