رفض الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية يوسف مراحي الاتهام الموجه لهيئته كونها متقاعسة في أداء مهمتها إزاء ترقية اللغة الأمازيغية باعتبارها لغة وطنية، مشددا على أن المسؤولية مشتركة بين كل الدوائر الوزارية وليست تخص قطاعا دون آخر أو بالمحافظة السامية للأمازيغية التي تأسست قبل 17 سنة. في ندوة تقييمية لعمل المحافظة بعد 17 سنة من الوجود، نظمت، أمس، بجريدة “المجاهد”، قال مراحي أن الوضعية التي آلت إليها اللغة الأمازيغية في الجزائر المتصفة بالركود ترجع إلى جملة من العوامل، وبعد أن برأ ذمة الهيئة التي يشرف عليها، ذكر أن كل القطاعات الوزارية مسؤولة عن ملف الأمازيغية بداية من وزارة التربية إلى وزارة الأشغال العمومية، إذ أنهما لم يؤديا مهمتهما بالشكل المنتظر. وتابع المتحدث قائلا أن اللغة الأمازيغية التي تعد لغة وطنية أولى مثلها مثل العربية لم تعرف الاهتمام الكافي من قبل وزارة التربية، وأضحت لغة ثالثة بعد اللغات الأجنبية الأخرى، ويرى أن فكرة تعميمها عبر القطر الوطني واردة في أفاق مرور عشرين سنة، هذا في حالة التفاؤل، مشيرا إلى أن هناك إجراءات قامت بها الوزارة الوصية ساعدت على تهميش اللغة الأمازيغية في الجزائر على غرار إلزام أولياء التلاميذ بتصريح مفاده السماح لأبنائهم بتعلم اللغة الأمازيغية، وهو الأمر الذي اعتبره مراحي غير معقول، مستشهدا في ذلك بأنه لا توجد مدرسة في العالم تقوم بإجراء مماثل. كما عرج المصدر على قطاع الإعلام والاتصال، وأكد على ضرورة وجود جريدة عمومية باللغة الأمازيغية من أجل ترقية اللغة كتابة وقراءة، وأوضح أن تجربة جريدتي “الشعب” و«المجاهد” في وضع ملحق باللغة الأمازيغية، تبقى نموذجا جيدا لكنه لم يلبث أن توقف، وأردف يقول أنه بالنسبة للتلفزيون والقناة الرابعة الموجهة للأمازيغ في الجزائر وقعت في الفولكلورية وهي لا تعكس الأمازيغيية للجزائريين. من جهته، أكد عصاد سي الهاشمي مدير ترقية الثقافة الأمازيغية بالمحافظة أن الهيئة منذ ثماني سنوات أصبحت مهملة من طرف الوصاية وبالتحديد من طرف اللجنة الوزارية المشتركة التي نصبت كآلية لمتابعة ملف اللغة الأمازيغية، وتأسف لتواجد المحافظة السامية للغة الأمازيغية وحيدة في مواجهات العراقيل وانجاز المشاريع التي تصب لصالح ترقية اللغة الأمازيغية. وأضاف أن مقر المحافظة يوجد في مبنى كارثي، وهو ما يؤثر على نوعية عملها، ولكن رغم ذلك، واصلت عملها على ضوء الإمكانيات الموجودة وبفضل الإرادة التي تحلى بها أعضاء المحافظة قامت المؤسسة بعدة نشاطات وخلقت فعاليات ومهرجانات سنوية مهمة مثل المعرض الوطني السنوي للكتاب الأمازيغي والمهرجان الوطني الثقافي للفيلم الأمازيغي وغيرها. كما كشفت عضو المحافظة شريفة بلاك في مداخلتها حول “الأمازيغية في النظام التربوي بعد 17 سنة”، بلغة الأرقام، التطور الملفت لعدد الأساتذة والتلاميذ في اللغة الأمازيغية، إذ تحصي اليوم 213075 متمدرسا يؤطرهم 1330 أستاذا، وقد كان سنة 1995 يقدر عدد الأساتذة ب233 أستاذا يؤطرون 37690 متمدرسا، مشيرة في السياق إلى ضعف برامج التكوين من طرف الجهات المعنية، وتطور هذه الحصيلة مقتصر في ست ولايات فقط وهي تيزي وزو، بجاية، البويرة، بومرداس، سطيف وباتنة.