نظمت منظمة الأممالمتحدة للتغذية والزراعة "فاو"، أمس، بالتنسيق مع وزارة الصيد البحري وتربية المائيات دورة تكوينية لصالح أعوان الإحصاء بغرض تدريبهم ونقل المعارف التقنية في مجال تهيئة المسامك والتحكم في أنظمة الإحصاء من خلال العينات المنتشرة في البحر الأبيض المتوسط، وهو ما يدخل ضمن مشروع إنشاء المرصد الوطني للصيد البحري، حيث خصصت منظمة "فاو" لدورات التدريب، التي انطلق فيها شهر فيفري من السنة الفارطة وتمتد إلى جوان 2013، غلافا ماليا يقدر ب 298 مليون دولار بغرض نقل الخبرات التقنية وتجهيز أعوان الإحصاء بأجهزة الحواسيب وآلات التصوير. وحسب تصريح السيد شريف طويلب، مسؤول مصلحة الصيد البحري بمكتب شمال إفريقيا لدى منظمة "فاو"، الذي أشرف، أمس، على افتتاح دورة الوسط، فإن الهدف من تنظيم مثل هذه اللقاءات يدخل في إطار نقل المعارف والتجارب للأعوان الجزائريين، خاصة وأن الدراسة الأخيرة التي أعدها الخبراء تأكد عدم الاتفاق على أسماء العديد من العينات بين شرق وغرب الوطن، إضافة إلى وجود اختلاف في تسمية آلات الصيد التي تميز المهنة، وعليه وجب توفير قاعدة من المعطيات الدقيقة لبناء الاستراتيجيات المستقبلية لتطوير القطاع. وبغرض تدارك الوقت تتم في كل مرة الاستفادة من المعطيات التي يجمعها الخبراء خلال كل الدورات التكوينية التي قسمت على ثلاث مراحل في كل سنة، تخص الأولى منطقة الغرب والثانية وسط البلاد والأخيرة الشرق، وهوما يسمح مستقبلا من خلال المعطيات التي سيجمعها أعوان الإحصاء الذين يزيد عددهم عن 140 عونا بتسطير مخطط إصلاح للقطاع مبني على بنك دقيق للمعلومات، وهو ما يؤكد عزم منظمة "فاو" على بذل كل جهودها لدعم مخططات التنمية المسجلة بالجزائر، خاصة وأن مشروع المرصد سيتم تجهيزه تقنيا من طرف المنظمة من خلال إرسال مجموعة من الحواسيب وآلات التصوير، مع تنسيق العمل مع باخرة البحث "غريب بلقاسم". وعن الغلاف المالي المخصص من طرف المنظمة للمشروع، كشف السيد طويلب عن مبلغ 298 مليون دولار، وهناك اقتراح ثاني لتنسيق العمل مع الوزارة مستقبلا بخصوص تدريب الأعوان على إحصاء تربية المائيات في المستقبل، وهو الاقتراح الذي سيتم طرحه على وزير القطاع السيد سيد أحمد فروخي، اليوم، خلال اللقاء المخصص لعرض مدى تقدم مشروع التكوين، وسيتم خلال اللقاء توجيه دعوة رسمية للجزائر للمشاركة في دورة تكوينة للمنظمة من ال 8 إلى ال 11 أكتوبر المقبل بتونس حول استزراع الأسماك في المنطقة المغاربية. من جهتهم، ألح الخبراء المؤطرون للدورة التكوينية على ضرورة استغلال المعطيات التي تم جمعها خلال حملات تقييم الثروة السمكية سنوات 1982، 1983 وسنة 2000، وذلك حتى يكون العمل متكاملا ويمكن من استرداك النقص مع الاتفاق على تسميات كل أنواع السمك حسبما هو متعارف عليه في الخارج، في حين استحسن الأعوان مبادرة الوزارة ومنظمة "فاو" لتعريفهم بالتقنيات الحديثة في مجال التعرف على الأسماك وتجهيزات الصيد وطريقة جمعها وحفظها في أنظمة معلوماتية عصرية يتدعم بها المرصد الوطني للصيد البحري.