استغرب رئيس حزب تجمع أمل الجزائر "تاج"، السيد عمار غول، أمس، حملات التجريح والتهجم التي تستهدف حزبه في الفترة الأخيرة، داعيا أصحابها إلى قبول قواعد الديمقراطية والتنافس السياسي الشريف، مؤكدا أن "مسيرة "تاج" التي انطلقت بنجاح مؤتمره التأسيسي لن تتوقف بأصوات هؤلاء مهما علت"، وفند المتحدث -من جانب آخر- الاتهامات القائلة إن حزبه تحول إلى فضاء لالتقاء "الانتهازيين"، مشددا على أن ضوابط الانخراط في الحزب، لن تبقي مكانا في "تاج" لأي "انتهازي". وأوضح السيد غول خلال الندوة الصحفية التي نشطها بمقر الحزب ببن عكنون (العاصمة) أن النقد الذي يتعرض له حزبه، لن يؤثر عليه ولا على إطارات الحزب، "بل يقوينا ويقوي عزائمنا"، مستغربا تركيز حملات الانتقاد والتجريح على حزب "تجمع أمل الجزائر" في الوقت الذي عرفت فيه الساحة السياسية ميلاد العديد من الأحزاب قبله وبعده. وفي محاولته لتقديم تفسير حول التهجمات التي تستهدف حزبه، أشار السيد غول إلى أن "الانتقادات بدأت مع اكتساحنا للعاصمة في الانتخابات التشريعية للعاشر ماي الماضي"، داعيا منتقديه إلى قبول قواعد الممارسة الديمقراطية السليمة، ولخص المتحدث إجابته على منتقديه بالقول "من خاف منا نقول له لا تخف نحن مستأمنون على الجزائر، ومن ضاق صدره خوفا من تقلص حجمه نقول له إن الجزائر تسع الجميع". في سياق متصل، أكد رئيس "تاج" أنه عملا بإحدى مبادئ البرنامج السياسي للحزب والمتمثلة في أخلقة الفعل السياسي، فإنه لن يرد بسوء أخلاق ولن يلجأ إلى تجريح أي شخص أو أي حزب، مكتفيا بترديد مقولة "لا ترمى بالحجارة إلا الشجرة المثمرة". من جانب آخر، نفى المتحدث أن يكون حزب "تاج" قد أصبح مجمعا يلتقي فيه المناضلون الانتهازيون المنشقون عن أحزاب أخرى، مذكرا بأن الحزب وضع 4 مواصفات وضوابط للانخراط تشمل النزاهة والكفاءة والتفاني في العمل والمصداقية، مما لن يبقي -حسبه- أي مكان لأي انتهازي في "تاج"، غير أنه حرص في الوقت نفسه على التوضيح بأنه "من غير المعقول منع أي منشق عن حزب آخر من الالتحاق ب«تاج"، في حال التقت قناعات هؤلاء بالقناعات التي يحملها الحزب". وتعجب السيد غول للتأويلات التي صاحبت الإجراء التنظيمي التي يشترط على المندوبين دفع 10 آلاف دينار كمستحقات المشاركة في المؤتمر، موضحا أن هذا الإجراء يعد إجراء عاديا في مثل هذه المناسبات لتغطية مستحقات الإيواء والإطعام، مغتنما الفرصة للتأكيد أن موارد تمويل "تاج" التي أثيرت حولها عدة شكوك، تأتي من إسهامات مناضليه، فيما رفض المتحدث ما يثار من أن حزبه يستحوذ عليه أرباب المال والأعمال، معتبرا ذلك "مغالطات ومزايدات"، ومؤكدا أن الحزب يضم كافة فئات وشرائح المجتمع بما فيها فئة البطالين وأن "أكبر مكسب للحزب هو ضمه لحوالي 75 بالمائة من الإطارات والمواطنين الذين لم يسبق لهم الانتماء لأي حزب سياسي". على نقيض تصريحاته السابقة، التي سارع خلالها إلى الإعلان عن نية الحزب واعتزامه المشاركة في الانتخابات المحلية المقررة في ال 29 نوفمبر المقبل، رفض رئيس "تاج"، أمس، الخوض في موضوع مشاركة الحزب من عدمها في هذه الاستحقاق، مشيرا إلى أن الأولوية بالنسبة للحزب في الوقت الحالي هي مواصلة عملية هيكلة مؤسساته، في انتظار استلام وثيقة الاعتماد الرسمي من قبل وزارة الداخلية، كما فضل إرجاء الحديث عن تركيبة الحزب والملتحقين به من الوزراء ونواب البرلمان بغرفتيه إلى وقت لاحق. وردا على اتهامات أحزاب "تكتل الجزائر الخضراء" ومطالبتهم له بإعادة العهدة النيابية، أوضح السيد غول أنه تخلى عن المنصب النيابي لهذه التشكيلة بعد تعيينه في الحكومة من قبل رئيس الجمهورية، مذكرا -في الوقت نفسه- بأن "العهدة النيابية يمنحها الشعب لممثله في المؤسسات النيابية وليست سجلا تجاريا يخص حزبا سياسيا"، كما جدد التأكيد على أنه طوى صفحة "حمس" و«التكتل الأخضر" بصفة نهائية، لخوض تجربة جديدة مع حزب جديد يجمع كل القوى الحية من أجل بناء الوطن. وذكر رئيس تجمع أمل الجزائر -بالمناسبة- بالمبادئ الكبرى التي يتأسس عليها الحزب والمتمثلة في بناء جزائر آمنة ومستقرة وقوية ومتطورة ورائدة، وكذا المحاور الأساسية التسعة التي يقوم عليها برنامجه السياسي، مؤكدا أن نجاح المؤتمر التأسيسي للحزب الذي انعقد في ال 19، 20 و21 سبتمبر الجاري "دون تسجيل أية مشاكل ودون تدخل فرق الشرطة أو الدرك الوطنيين" يعد أفضل رد على حملات التجريح والتشهير التي تستهدف الحزب.