تواصل السلطات المغربية انتهاكاتها لحقوق الإنسان في الصحراء الغربيةالمحتلة غير آبهة بالتقارير الحقوقية "السوداء" التي تعدها المنظمات الدولية، والتي فضحت خروقات حقوق الإنسان الصحراوي. فقد أقدمت محكمة مدينة العيون عاصمة الصحراء الغربيةالمحتلة الخميس الماضي ضمن هذا النهج على تشديد أحكام السجن النافذ التي كانت أصدرتها ضد حوالي 20 صحراوياً سبق وأن أدانتهم بالتورط في أعمال عنف صاحبت مباراة كرة قدم محلية شهر سبتمبر من العام الماضي. وحمّلت السلطات المغربية صحراويين مسؤولية مقتل عونين من قوات الأمن في أعمال العنف التي صاحبت مباراة كروية جمعت فريقي الداخلة الصحراوي والمحمدية المغربي. وأكدت محكمة العيون أول أمس حكماً قضائياً سابقاً بإنزال عقوبة سجن تتراوح ما بين ستة أشهر وثلاث سنوات سجناً نافذاً ضد 19 معتقلاً . وتأتي مثل هذه الأحكام الثقيلة في وقت أكدت فيه كيري كيندي رئيسة مركز روبيرت كينيدي للعدالة وحقوق الإنسان في الصحراء الغربية، أن مراقبة وحماية حقوق الإنسان من طرف منظمة الأممالمتحدة في هذا الجزء من العالم أمر"لا غنى عنه". وقالت كينيدي في حوار أجرته معها مجلة "ماروك ايبدو" أن "الأممالمتحدة وفرنسا بإمكانهما القيام بعدة جهود لتحريك حالة الجمود التي تمر بها قضية الصحراء الغربية". وفضحت الحقوقية الأمريكية "حقيقة الانتهاكات" التي يتعرض لها السكان الصحراويون في الأراضي المحتلة مشيرة إلى أن بعثة مركز"روبيرت كينيدي" استقبلت "مئات الشكاوى حول انتهاكات تم ارتكابها في حق صحراويين". وعلى ضوء زيارتها إلى مخيمات اللاجئين والمدن المحتلة سجلت رئيسة وفد مركز روبيرت كينيدي أنه "بخلاف وكالات الأممالمتحدةبالعيون تتواجد مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين بشكل يومي في الميدان ولها تفويض بحماية حقوق الإنسان وبإمكانها أن تستقبل شكاوى مجهولة الهوية وتقوم بالتحقيقات اللازمة". وفي هذا السياق أعربت جمعية أصدقاء الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية عن أملها في توسيع عهدة بعثة "المينورسو" لتشمل حماية حقوق الإنسان بالأراضي الصحراوية المحتلة بعد الزيارة الأخيرة التي قام بها مسؤول أممي إلى المغرب والصحراء الغربية. وذكرت الجمعية التي يتواجد مقرها بالعاصمة الفرنسية باريس في رسالتها "أخبار الصحراء" أن "هذه المهمة التي طالما تم انتظارها ستكون قادرة على تحريك الوضع والضغط لصالح توسيع عهدة المينورسو". بالتزامن مع ذلك التقى وفد اللجنة الإفريقية لحقوق الإنسان والشعوب بعائلات المفقودين الصحراويين وضحايا القصف المغربي والترحيل القسري. واستمع الوفد الذي يقوم بزيارة استطلاعية إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين إلى شهادات "جد مؤثرة" لعائلات المفقودين الصحراويين وضحايا القصف المغربي نقلوا من خلالها "المعانات التي تعرضوا لها في المعتقلات المغربية من تعذيب بمختلف أشكاله واعتقال وخطف وترحيل قسري". وفي هذا السياق أعربت العائلات عن "أملها الكبير في اللجنة الإفريقية لتبليغ معاناتهم وكذا العمل من أجل المساهمة في الكشف عن مصير المفقودين الصحراويين لدى الدولة المغربية". من جانبها اعتبرت رئيسة اللجنة الإفريقية كاترين دوبي اتوكي بان "اللجنة هي صوت الشعب الصحراوي" الذي من خلاله ستحاول نقل معاناته داعية إياه إلى ضرورة "التمسك بالأمل ومواصلة الكفاح إلى غاية نيل الحرية والاستقلال".