كشف رئيس المجلس الاستشاري لمؤتمر الرعاية الصحية الأول لبلدان شمال إفريقيا نائب رئيس مجلس أخلاقيات مهنة الطب وعمادة الصيادلة المكلف بالصناعة الصيدلانية، السيد أمير توافق، أن 2،8 مليون مصاب بأمراض مزمنة في الجزائر هم مومّنون اجتماعيا، مضيفا أن بين 30 إلى 35 ألف حالة جديدة للسرطان تسجل سنويا بالجزائر.وأوضح المتحدث أن 8 بالمائة من الجزائريين يعانون من داء السكري فيما بلغت النسبة بالمغرب 9 بالمائة و6,6 بالمئة بتونس. من جهته، أكد الدكتور عبد الحميد أبركان وزير الصحة الأسبق أن الجزائر تسجل تأخرا ملموسا في نوعية العلاج المتاح للمرضى، موضحا في ذات السياق أن الإرادة السياسية في البلاد قوية في مجال ترقية المنظومة الصحية إلا أن هذه الإرادة نجدها غير مترجمة في الواقع. وأوضح السيد توافق خلال مداخلته أمس أمام أشغال المؤتمر الأول للصحة في بلدان شمال إفريقيا المنعقد على مدار يومين بفندق الهلتون بالعاصمة تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية أن الهدف منه هو جمع خبراء في مختلف التخصصات من أكبر عدد ممكن من الدول لمناقشة تداعيات مرض السرطان والسكري، مشيرا إلى أن ملف مكافحة السرطان يشكل أولوية لدى السيد الرئيس الذي بادر بمخطط وطني لمكافحة السرطان بتوفير الدواء وتنويع طرق العلاج. وأكد أمير توافق أن التفكير في عقد مؤتمر مغاربي يأتي بعد أن لاحظ الخبراء أن هناك إمكانية لتبادل التجارب في مكافحة السرطان وتوحيد طرق العلاج ما بين دول شمال إفريقيا لاسيما الجزائر وتونس والمغرب. من جهته، دعا البروفيسور عبد الحميد أبركان في مداخلته إلى إصلاح حقيقي للمستشفيات متخذا من هذا الأخير أولوية الظرف الحالي، كما دعا إلى اعتماد سياسة لامركزية في مجال الصحة وفي اتخاذ القرار الذي لا بد أن يكون ذا بعد جواري. وأشار أبركان بالمناسبة إلى أن هناك مميزات كثيرة تنفرد بها الجزائر مقارنة بدول الجوار وعلى رأسها التغطية الاجتماعية التي تعتبر بلادنا رائدة فيها، حيث تتكفل الدولة بأكبر حصة من النفقات تقدر ب70 بالمائة فيما نجدها بتونس لا تتعدى ال50 بالمائة وفي المغرب 30 بالمائة. وأوضح أبركان أن الجزائر محظوظة من ناحية الإمكانيات والقدرات إلا أن الحاجة الملحة الواجب تجسيدها في الوقت الحالي هي تجانس سياسي مؤطر أي وضع الصحة في لب السياسة، مذكرا بان الوسائل المادية والبشرية متوفرة ينبغي فقط استغلالها بشكل أفضل. ومن جهته، أكد رئيس عمادة الصيادلة ورئيس مجلس أخلاقيات الطب السيد لطفي بن باحمد انه بعد 50 سنة من الاستقلال حققت الجزائر خطوات عملاقة أثمرت نتائج كبيرة، حيث تم التكفل بعدة جوانب في مجال مكافحة الأمراض كالسل والكساح ووفيات الأطفال والتغطية التلقيحية وغيرها إلا أننا –يضيف المتحدث- نواجه الإشكاليات الصحية التي تعرفها الدول المتقدمة. كما أشار المتحدث إلى ضرورة العمل على تحديد السياسة التي يجب اعتمادها حاليا لمواجهة التحديات الجديدة فضلا عن أقلمة منظومتنا مع تطورات الوضع، مضيفا أن ذلك يمر حتما عبر التكوين وترقية الوسائل الصناعية وغيرها من المجالات. للإشارة، يشارك في المؤتمر الذي ينعقد في طبعته الأولى 17 دولة وأزيد من 60 متخدلا من الخبراء والمختصين في مختلف الأمراض لا سيما مرضي السرطان والسكري.