تطرق عدد من الأخصائيين في المجال الصحي خلال مؤتمر الرعاية الصحية في شمال إفريقيا في طبعته الأولى، إلى بعض الملفات المرتبطة بالقطاع على غرار تكوين الأطباء العامين لتمكينهم من التكفل الجيد بالمرضى وغيرها من القضايا، خاصة وأن الجزائر تخصص 9.5 بالمائة من الميزانية العمومية لقطاع الصحة، وقد دعا الخبراء على ضرورة العمل على تحسين مستوى الخدمات بالمستشفيات وضبط القطاع الخاص الذي يلعب دور المكمل وذلك في إطار إستراتيجية إصلاحات شاملة. شكلت مشاكل القطاع الصحي محور لقاء مهم بالنسبة لمهنيي القطاع الصحي بكل من الجزائر، تونس والمغرب، خلال الملتقى الذي ضم 250 مشارك و61 متدخل حول عديد المحاور المرتبطة بالسياسة الصحية في دول شمال إفريقيا، وفي هذا الصدد دعا وزير الصحة السابق عبد الحميد أبركان، إلى ضرورة تبني اللامركزية في اتخاذ القرارات على مستوى الهياكل الصحية بهدف تسريع عملية اتخاذ القرار، مع تحميل القائمين على العملية مسؤولية نشاطهم. وبالنسبة للوزير السابق، فإن الجزائر تعرف تأخرا كبيرا في نوعية الخدمات الصحية وقال إننا بحاجة إلى بذل مجهودات كبيرة وأن هناك إرادة سياسية لإصلاح القطاع الصحي لكنها للأسف لم تترجم عبر مؤسسات الدولة، لأن إصلاح القطاع يتطلب إشراك جميع الفاعلين على غرار وزارة التربية وغيرها من مؤسسات الدولة ومن هذا المنطلق جدد دعوته للذهاب نحو اللامركزية لإصلاح طبيعة النظام الصحي الذي تعيشه الجزائر والذي وصفه بالنظام الهجين. وقد تأسف المتحدث للنزيف الذي تعرفه الموارد البشرية بالجزائر بسبب سوء التسيير، حيث أكد أن الوزارة عجزت عن الاستغلال الأمثل لهذه الأدمغة، في الوقت الذي تملك فيه الجزائر كل الإمكانيات من أجل تحقيق قفزة نوعية في قطاع الصحة، كما أشار إلى مشاكل أخرى مرتبطة بالتعويض من طرف الضمان الاجتماعي الذي لا يشمل القطاع الخاص، إضافة على غياب عدالة في العلاج بين الشمال والجنوب والمدينة والريف. من جهته أكد لطفي بن بابا احمد، رئيس المجلس الوطني لأخلاقيات الطب وكذا عمادة الصيادلة، أن الهدف من هذا المؤتمر هو طرح الانشغالات التي يعرفها قطاع الصحة على مستوى دول المغرب العربي وبالتحديد شمال إفريقيا، خاصة و؟أن الجزائر تعرف أمراض مزدوجة، تتعلق بالأمراض القديمة مثل السل والجدية التي تواجهها حالي الدول المتطورة مثل السرطان والسكري، وعليه يجب التفكير في الصحة وصناعة الأدوية التي تساهم في مواجهة هذه الأمراض، وكذا تكوين الأطباء العامين لتمكينهم من التكفل بالمرضى قبل توجيههم نحو الأخصائيين. وبدورها الدكتور اليمي فريدة وهي برلمانية سابقة، قالت، عن الجزائر قطعت أشواط كبيرة فقي صناعة الأدوية وتكوين الأطباء، مشيرة على ضرورة الاهتمام بتكوين الأطباء العامين في إطار تطوير إستراتيجية الطب الجواري، كما يجب أنسنة المستشفيات وتحسين نوعية الخدمات والعمل على ضبط القطاع الخاص الذي يلعب دور المكمل للقطاع العام، أما البروفيسور جون بول غرونغو، المختص في طب الأطفال، أن هناك لقاحات تسوق منذ 10 سنوات وهي جد مهمة وعلى الجزائر أن تستوردها وتدرجها في المخطط الوطني للقاح الأطفال. قضايا أخرى كانت في صلب النقاشات، مثل اللقاحات التي دعا العديد من الأخصائيين على تطويرها، وإدراجها ضمن مخططات الصحة في دول المرغب، وفي مقدمتها لقاح التهاب الكبد الفيروسي من نوع »ب« والذي قد يساهم في تخفيض نسبة الإصابة بسرطان الكبد، ويشار إلى أن فعاليات المؤتمر تتواصل اليوم بفندق الهيلتون بالعاصمة، حيث سيتم فتح نقاش موسع حول المخطط الوطني لمكافحة السرطان، لتختم الأشغال بتوصيات سترفع على السلطات العليا للدول المعنية.