دعا رئيس المنظمة الوطنية لقدماء محاربي الشرق الأوسط، السيد صالح قايد، أمس بالجزائر العاصمة، إلى ضرورة إعادة الاعتبار للمحاربين الجزائريين الذين شاركوا في حرب أكتوبر 1973 التي خاضتها الجيوش العربية ضد الجيش الإسرائيلي، مشدّدا على ضرورة منح هؤلاء المقاتلين شهادات معادلة لصفة المجاهد بالنسبة للأحياء والشهيد للموتى. وأكد السيد قايد على هامش فعاليات الاحتفال بالذكرى ال 39 لعيد النصر العربي المصادف لل 6 أكتوبر من كل سنة، التي أقيمت ببلدية بئر مراد رايس بالجزائر العاصمة بحضور قدماء المحاربين وشخصيات ثورية وسياسية، أنه حان الوقت لالتفات الجهات المسؤولة لهذه الفئة، التي ضحت من أجل الوحدة العربية وحماية الوطن العربي من تهديدات الكيان الصهيوني، معتبرا أن الجزائر لبت النداء بكل اعتزاز للمشاركة في هذه الحرب التي تعد محطة تاريخية ثانية بعد ثورة الفاتح نوفمبر 1954 ضد الاستعمار الفرنسي. وطالب بضرورة التعجيل بمنح قدماء المحاربين الجزائريين، الذين شاركوا في هذه الحرب صفة المجاهد مع إعطائهم نفس الحقوق والامتيازات التي يتمتع بها المجاهدون الذين شاركوا في ثورة الفاتح نوفمبر المجيدة، كما ناشد الجهات المسؤولة لإعادة الاعتبار للجوانب الاجتماعية والمعيشية لهذه الفئة التي تعاني -كما قال - الحرمان والتهميش. من جهة أخرى، دعا رئيس المنظمة إلى ضرورة أرشفة وتدوين تاريخ هذه المرحلة من كفاح أفراد الجيش الوطني الشعبي ضد الاستعمار الإسرائيلي وتسمية المؤسسات الوطنية والأحياء والشوارع بأسماء من استشهدوا في تلك الحرب. وألحّ على وجوب تحرّك السلطات لنقل رفات الشهداء الذين سقطوا في معارك هذه الحرب لإعادة دفنهم بالجزائر نزولا عند طلبات عائلاتهم وذويهم. في سياق متصل، جدد المتحدث دعوة فرنسا الاستعمارية للاعتراف بجرائمها التي ارتكبتها في حق الجزائريين منذ احتلالها الجزائر من 1830 إلى غاية الاستقلال في 1962. وطالب بضرورة إدراج هذه الصفحات التاريخية الخالدة من نضال الجزائر في المقررات الدراسية والبحوث الجامعية قصد الحفاظ على الذاكرة التاريخية للأمة وتلقينها للأجيال القادمة. يذكر أن الاحتفال بالذكرى ال 39 لعيد النصر العربي المصادف لل 06 أكتوبر 1973 عرف تدخل عدة مشاركين من مجاهدين وعسكريين سابقين قدّموا شهادات حية عن مشاركتهم في هذه الحرب، التي كلّفت الجزائر مئات الشهداء تم دفنهم بمصر، كما تم تكريم عدد من قدماء المحاربين الذين قدمت لهم هدايا رمزية عرفانا لما قدموه من تضحيات خلال هذه الحرب، التي مثلوا فيها الجزائر أحسن تمثيل. للإشارة، أنشئت المنظمة الوطنية لقدماء محابي الشرق الأوسط سنة 1999 برئاسة السيد عمر مقعاش وهي منظمة تسعى لضمان حقوق مناضليها الذين شاركوا في جميع الحروب العربية الإسرائيلية بداية من حرب 1967 وما تلاها من حروب الاستنزاف سنوات 1968 و1969 و1970 إلى غاية حرب أكتوبر 1973 التي شاركت فيها الجزائر بكل ثقلها العسكري والاقتصادي والاجتماعي. وتمكنت المنظمة من تنصيب 38 مكتبا ولائيا في انتظار استكمال باقي المكاتب الأخرى، إلى جانب تحضيرها لإطلاق موسوعة حروب الشرق الأوسط تحت تسمية "الحرب المنسية". ويبلغ عدد المسجلين بالمنظمة 20 ألف مسجل دون احتساب المفقودين والشهداء، في حين تم إحصاء ما بين 28 و31 ألف مقاتل شاركوا في الحرب معظمهم من ولايات باتنة، بسكرة وتبسة.