عندما يتردد اسم سعيدة، خراطة، قالمة، سطيف على أي لسان جزائري الا وانفتحت الذاكرة على الجرائم الاستعمارية وتوالت صور البشاعة والعنف والارهاب بكل تفاصيلها وجزئياتها المتخبئة خلف آلاف التبريرات التي يحاول الاستعمار التمويه بها حتى لايشار اليه بالمجرم في مسوح قسيس أو راهب. الفرنسيون الذين لم يستطيعوا حماية شرف فرنسا من ألمانيا النازية التي سحقتهم كفئران الحقول ولم تترك لهم مكانا في الشرف العسكري غير الجبن والغباء رغم اداعاءاتهم التي سبقت الحرب وخطهم الذي قيل بأنه لا يمكن اختراقه من أي جيش كان، الا أن الألمان ضحكوا على أذقان الفرنسيين وكانت ضربته كبيرة عندما سقطت حسناء العواصم الأوروبية باريس في تراكم حقدها وجبنها وحتى تعيد شرفها الضائع وتعيد لجيشها المهزوم معنوياته وبعض ثقته بنفسه فقد أطلقت يديه يوم الاحتفال بالنصر الذي لم تصنعه فرنسا يوم الاحتفال وانما صنعته الجيوش الأمريكية والسوفياتية والصمود الانجليزي أطلقت يد هذا الجيش لتجعل من دماء الجزائريين الذين بقوا سنوات الحرب يدافعون عن شرف فرنسا المهدور بشبابهم وأموالهم في حرب لم تكن لهم فيها ناقة ولا جمل، جنة لانتصارهم المزعوم ولاحتفالاتهم الزائفة التي يخجل منها تاريخهم العسكري، فكانت الجريمة وأصبحت خفافيش فرنسا تحسن الطيران في النهار وتقنبل المدن والمداشر الجزائرية، كما استأسد الذئاب ولصوص الأراضي من المعمرين والشرطة وتحول الديك الفرنسي الى ذئب مفترس يبطش بالأبرياء العزل من كل سلاح الا سلاح ايمانهم بالحرية والسيادة، فكانت جرائم الثامن ماي من عام 1945، وكانت الجزائر تبكي الدماء البريئة المسفوحة وتستصرخ العالم الحر والعالم المتحضر وتشهده على الجريمة وأي جريمة، جريمة الاستعمار »الحضاري« المتمدن الذي يقتل الأبرياء خراطة، شعبة الآخرة، قالمة، سطيف وكل المناطق الوطنية ارتكبت فيها فرنسا مجازرها الحضارية، فكان عدد الضحايا عشرات الآلاف، ومهما حاولت فرنسا التقليل من أعدادهم فإنها لن تستطيع ذلك، لأنها استعملت في جريمتها هذه الأفران وحرقت الجزائريين وألقت بهم من المرتفعات وشحنتهم في الشاحنات لتلقي بهم من عل بعد أن تجعل أجسادهم غربالا لرشاشات جنودها، الشرطة، الطيران البحرية كل هذه القوات العسكرية والمدنية شاركت من أجل ابادة أكبر عدد ممكن من الجزائريين الأبرياء العزل. ويبقى السؤال المطروح على كل كاتب تاريخ جزائري اعتذار فرنسا لا يبرر جريمتها والثامن ماي عار يبقى يلاحق فرنسا عبر التاريخ.