يؤمن بأن الفن رسالة سامية وأن الفنان يحتاج للرعاية والاهتمام حتى يبدع أكثر في مجاله، قدم العديد من الأعمال الناجحة التي حملت بصمته الخاصة، إنه مطرب الشعبي المتميز مراد الباز صاحب الصوت القوي ورئيس الفيدرالية الوطنية للفنانين الجزائريين الذي استضافته “المساء” مؤخرا ونقلت لكم جديده. -المساء: مرحبا بك ضيفا كريما، حدثنا عن جديدك * مراد الباز: أنا بصدد التحضير لألبوم لم اختر له عنوانا بعد، لقد أتممت عملية كتابة وتلحين وتوزيع 3 أغان منه في انتظار إكمال الثلاث الأخرى، وهو يضم أغاني اجتماعية، عاطفية، ووطنية أيضا، حيث حاولت من خلالها التطرق الى انشغالات الشباب اليومية والعاطفية من خلال أغنية «الشمس ما ضوات اعليا” و«دخلوا بيناتنا الحسود”و” وأغنية “اعلاش أرجعت براني” التي تتطرق إلى مرارة الغربة، كما تجمع في طياتها بين حديث النفس والحيرة. - هناك ميل صريح للاغاني الاجتماعية في أعمالك، لماذا؟ * لان الفن رسالة سامية، والأغنية الاجتماعية تخاطب العقل، وهي نموذج حي عن معاناة آوقلق يصاحب شخصا ما، وهي طريقة مميزة لتقاسم الآخر همومه وأحزانه، كما أني أقدم الأغنية العاطفية أيضا والتي تترجم في طياتها معاناة الشباب الشعورية من خلال الخيانة، الإخفاق في العلاقة العاطفية، مقابلة الحب بالإساءة وغيرها من الأحاسيس. - هل تفكر في تقديم أغان من التراث؟ * في الواقع كنت سابقا أغترف منه، لكن الآن بدأت أبحث عن الجديد، فالكل أصبح يأخد منه، وأحيانا يستغل دون تصحيح أوبحث. - بمعنى؟ * حين كنت أتعلم الأندلسي على يد الشيخ عبد الكريم دالي كنا نعتمد على “ديوان يافيل” وهو ديوان جمعه يهودي إلى أن جمعت وزارة الثقافة كل الشيوخ سنة 1975 منهم دالي، فخارجي وسيد احمد سري ونظمت لجنة تخطيط لتصحيح وجمع التراث، وهنا صدرت ثلاثة أجزاء من الموشحات والأزجال المصححة، أما فيما يخص الشعبي فقد صحح منه القليل بفضل الاجتهادات الخاصة، ومن هذا المنطلق أود أن أنصح الشباب الذي يود غناء الشعبي بالبحث جيدا في القصيد وأن يفهم معانيه قبل ان يؤديه، وأن يسأل المختصين إذا عجز عن فهم شئ، انه تراثنا العريق الذي يستوجب البحث فيه وتقديمه بأسلوب جديد. - وكيف يتم التعامل مع هذه الكنوز الفنية في رأيك؟ * بأن يترك التراث للأعراس والمهرجانات، آما الجيل الجديد فمن المستحسن ان يقدم أعمالا فنية جديدة تتماشى مع متطلبات العصر الحالي، ان تترجم أحاسيس الشباب، ليبقى التراث كالفاكهة طيبة الرائحة وحلوة المذاق على موائدنا الفنية نستسيغها بكل حلاوة. - لمن غنيت من الشيوخ؟ * لقد اخترت قصائد سيدي لخضر بن خلوف، وقدمت منها الكثير وقد نالت إعجاب عشاق الشعبي. -بصفتك رئيس الفيدرالية الوطنية للفنانين الجزائريين، ماذا عن آخر نشاطاتكم لخدمة الفنان؟ * نحن بصدد التحضير للقاء مع المجلس الوطني للفنون والأدب المستحدث مؤخرا بمرسوم رئاسي والذي يرأسه السيد عبد القادر بن دعماش، لدراسة وتحليل وضع الفنان الجزائري والبحث عن سبل أفضل لتأطيره، وهو الانجاز الذي تشيد الفدرالية به ويحمل بصمة رئيس الجمهورية، حيث أعطيت أهمية بالغة للفنان من خلاله عرفانا بمساهمته في التعريف بالثقافة الجزائرية مغاربيا، إقليميا ودوليا، وبالأخص الدور الفعال الذي أداه بإخلاص في إسماع صوت الجزائر عاليا أثناء الثورة التحريرية المجيدة، بحيث سيتم من خلالهما التطرق للمحاور الهامة التي تشكل مسعى ينتهج مستقبلا ويعد المشروع باكورة خير تهديها الفدرالية والمجلس للفنان الجزائري الذي يعتبر أمانة في أعناقنا. - حدثنا عن أعمالك الفنية السابقة؟ * لقد قدمت أربعة البومات تضم مجموعة من الأعمال الناجحة على غرار “ثريا الآمل” و«قصة سيدنا يوسف”، “قصة سيدنا موسى”، وأغنية “سير يا ناكر الإحسان”. - كلمة أخيرة: * يجب المحافظة على الأندلسي والشعبي لأنهما مدرسة تربي الأجيال، فالتراث كنز لابد من الحفاظ عليه.