تنظّم وحدة البحث الخاصة بالثقافة، التواصل، الأدب، اللغات والفن، وهي وحدة جديدة أنشئت مؤخّرا وتابعة للمركز الوطني للبحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية «الكراسك»، ملتقى دوليا يومي 7 و8 نوفمبر 2012، حول إشكالية «الحقول الأدبية واستراتيجيات الكُتاب». الملتقى سيعرف حضور ومشاركة 38 متدخلا، منهم 15 أستاذا وباحثا أجنبيا يمثّلون كلا من الغابون، فرنسا، بلجيكا، رومانيا، بريطانيا، النمسا وألمانيا، وستضم أشغال وفعاليات هذا الملتقى محاضرات، ورشات ومائدة مستديرة، وتنطلق الإشكالية المطروحة خلال أشغال الملتقى من «الحقول الأدبية، كونها مجموع القوى المؤثرة في كل ما يدخل فيها، ومنه، فإنّه لا يجب النظر إلى العمل الأدبي منفردا، بل هو تابع إلى «كل»، خاصة في سياق تدويل الأدب». وتضيف الورقة التقديمية للملتقى أنّه يجب العلم بأنّ في هذا الحقل الأدبي يلتقي أصحاب الإنتاج المحدود «الأدب من أجل الأدب» وأصحاب الإنتاج الواسع، أو ما اصطلح على تسميته بالأدب الصناعي، وفي المقابل، وفي حقل السلطة هناك منتجان ثقافيان غير محترفين، لأنّ الحقل الأدبي يضمّ المؤلفين، الناشرين والمستهلكين للإنتاج الأدبي، القراء والزوار. ويظلّ جوهر الإشكالية هو «كيف يمكن للأديب والكاتب أن يصل إلى ما وصل إليه ضمن علاقات القوى بين الأفراد والمؤسسات التي يجمعها امتلاك رأسمال ضروري لشغل مواقع مهيمنة في مختلف الحقول؟»، «ثم كيف يؤثّر- بالنسبة للأديب والكاتب- في هذا الحقل الأدبي كل من الموقع، الاستعداد واتخاذ المواقف؟»، مع العلم أنّ الحقل الأدبي هو ضمن مجموعة من الحقول، بما فيها حقل السلطة، «فهل يشغل الحقل الأدبي داخل حقل السلطة موقعا مهيمنا عليه أو موقعا مهيمنا؟» جملة المداخلات ستتطرق إلى»علم الأعمال الأدبية» والذي يحتاج إلى ثلاث عمليات هي؛ «تحديد موضع أو موقع الحقل الأدبي داخل حقل السلطة»، «تحليل البنية الداخلية للحقل الأدبي، بتحليل بنية العلاقات الموضوعية بين الوضعيات التي يشغلها الأفراد أو المجموعات التي تقع في وضعية تنافس من أجل «الشرعية الفنية»، «الشرعية الأدبية» وغيرهما...»، وكذا «تحليل عادات شاغلي هذه المواقع، أي تحليل أنظمة وأنساق الاستعدادات التي هي نتاج مسار اجتماعي أو وضعية داخل الحقل الأدبي، والعثور في هذه الوضعية على فرصة تكون أكثر أو أقل إتاحة من أجل التحقق». سيكون هذا الملتقى فرصة سانحة لمناقشة جملة القضايا العالقة، كما أنه فرصة لاستعراض واقع الحقل الأدبي لعدد من المجتمعات المختلفة ثقافيا وحضاريا، مما سيسمح باختبار الحقل الأدبي في بيئات ووضعيات مختلفة، بغية معرفة الشروط الأساسية للإنتاج الأدبي.