السهرة الخامسة من فعاليات المهرجان الدولي للمسرح ببجاية، تضمنت ثلاثة عروض مسرحية هي “اليوم 177” و«صيد إعجازي” و«ايطالية” تمثل مشاركة إيطاليا، وقد تعرف الجمهور الذي توافد بقوة إلى المسرح الجهوي عبد المالك بوقرموح على أسلوب جديد من الفنون التمثيلية التي يتميز بها المسرح الايطالي والمسمى بكوميديا الفن. اختار الايطاليون في مشاركتهم، أول أمس، بالمسرح الجهوي عبد المالك بوقرموح، عبر المسرحيتين “اليوم 177”، و«صيد إعجازي” الحديث عن معاناتهم من الاحتلال النازي خلال الحرب العالمية، وتروي المسرحية الأولى الجحيم النازي الذي عبر عنه ممثل واحد وسط ديكور بسيط يحوي مجموعة من الكراسي بالإضافة إلى لعب على الأضواء والموسيقى بشكل منسجم. مسرحية “اليوم 177” تضع التعبير اللفظي أمام التعبير الجسدي، وتدعهما يرويان معا تاريخ القمع والتعذيب اللذين عاشهما الشعب الايطالي تحت الاحتلال الألماني، واعتمد المخرج على ممثل واحد ليعبر من خلال جسده وأعصابه وعضلاته، وأنفاسه لتكون طريقة مختلفة لتحرير الأحاسيس، والتي تشكل مصادر في تجسيد اللوحات الاستعراضية. بخصوص العرض الثاني “صيد إعجازي”، فتتحدث عن حلقة من فترة الحرب العالمية الثانية، تعتمد على الحكاية التي يؤديها الراوي، مفادها أن مدينته تعرضت لقصف وحل الجوع بها، فيذهب الأطفال للصيد لإطعام الجائعين، وبهذا ينخرط الصغار في عمل الراشدين. أما العرض الثالث والأخير فقد خصص لتكريم المرأة الايطالية عبر مسرحية “إيطالية”، ففي ديكور يحتوي على مكتبين يعتلي كل واحد منها كرسي، قدمت المسرحية كعرض غنائي، حيث تحولت الأصوات إلى أنغام، والكلام إلى أشعار، واستعرضت أهم الشخصيات الايطالية النسوية التي اشتهرت حتى على الصعيد العالمي، لتعود في الأخير إلى التأكيد بأن المرأة الايطالية كغيرها من نساء العالم، الأنثى والأم العطوف على أبنائها. جدير بالذكر، أن العرض تم بمشاركة طلبة جزائريين، وقد تمرنوا لمدة يومين فقط، بحيث صنعوا أشكالا سينوغرافية دعمت موضوع العرض، وكسبت من خلال هذا الاحتكاك إضافة إليهم من حيث المعرفة بميزة المسرح الايطالي. مبعوثة “المساء” إلى بجاية: دليلة مالك