شرعت كافة الأحزاب السياسية المشاركة في الانتخابات المحلية المقررة في ال 29 نوفمبر الجاري، أمس، في الكشف عن الخطوط العريضة لبرنامجها الانتخابي وشرح سياستها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي ستخوض بها غمار هذه الاستحقاقات باعتبارها محطة سياسية ثانية في مسار الإصلاحات الشاملة. وأجمعت هذه الأحزاب في مختلف ندواتها الصحفية وتجمعاتها الشعبية في أول يوم من انطلاق الحملة الانتخابية الخاصة بمحليات 2012 على ضرورة توحيد الجهود لإنجاح هذه المحليات والتركيز أكثر على انشغالات المواطنين والاستماع لهمومهم اليومية. كما اعتبرت هذا الموعد الهام مناسبة هامة لتأكيد أهمية المشاركة بقوة يوم الاقتراع لإحداث التغيير المنشود نظرا لما تمثله هذه الانتخابات من إعطاء نفس جديد للمجالس الشعبية المنتخبة البلدية والولائية. في هذا الإطار، أشار تكتل الجزائر الخضراء إلى أهمية المشاركة بقوة وكثافة في ال 29 نوفمبر الجاري لإنجاح هذه الانتخابات للتمكن من محاربة سياسة التيئييس وإعادة بعث الأمل من جديد في نفوس المواطنين، لاسيما فئة الشباب، مؤكدا ضرورة تنسيق جهود كافة المعنيين لإعادة بعث التنمية المحلية لما لها من انعكاسات مباشرة على أفراد الشعب بصفة عامة. كما أكد حزب جبهة التحرير الوطني في أول يوم للحملة الانتخابية وجوب المشاركة المكثفة في الاستحقاقات المقبلة لكونها محطة ثانية -بعد التشريعيات الماضية- لاختيار المترشحين الأكفاء القادرين على تلبية انشغالات وطموحات المواطنين. وركز رئيس الحزب، السيد عبد العزيز بلخادم، -في هذا الإطار- على وجوب التزام مترشحي “الآفلان” بإقامة جسور التواصل والحوار مع كافة الشرائح من خلال الابتعاد عن الوعود الكاذبة والتحلي أكثر بالصدق خلال التواصل مع الجماهير في إطار هذه الحملة. ودعا بلخادم -من جهة أخرى- إلى أهمية تركيز مترشحي الحزب على العمل الجواري ومحاولة التقرب أكثر من المواطنين، لاسيما بالمناطق النائية والأماكن العمومية. بدوره، ركز رئيس حزب “عهد 54” السيد علي فوزي رباعين على دور رؤساء المجالس الشعبية البلدية وأهمية منحهم صلاحيات أوسع قصد تمكينهم من القيام بمهامهم الأساسية المتمثلة في معالجة مشاكل وانشغالات المواطنين، معتبرا أن الهدف من مشاركة تشكيلته السياسية في محليات ال 29 نوفمبر يكمن في محاولة الوجود في المجالس المنتخبة لخدمة مصالح المواطنين وتحصيل حقوقهم. كما أوضح أن برنامج حزبه يرافع أكثر من أجل إعادة بعث التنمية المحلية وإعادة الاعتبار للاستثمار المحلي بمراعاة خصوصيات كل بلدية في هذا المجال. من جهته، دعا الرئيس الجبهة الشعبية الجزائرية، السيد عمارة بن يونس، إلى ضرورة التفاف كافة الديمقراطيين والوطنيين لانقاذ الجزائر مرة أخرى في ال 29 نوفمبر الجاري، معتبرا أن هذا الموعد فرصة هامة لإثراء عدة مواضيع سياسية كتعديل الدستور لتحقيق مشروع وطني ديمقراطي. كما قال رئيس التحالف الوطني الجمهوري، السيد بلقاسم ساحلي، إن “انتخابات المجالس الشعبية البلدية والولائية المقبلة بمثابة فرصة لإعادة الثقة بين المواطنين وممثليهم”، داعيا مترشحي تشكيلته السياسية إلى ضرورة التحلي بالمسؤولية والصراحة في شرح برنامج الحزب. من جهتها، ألحّت زعيمة حزب العمال، السيدة لويزة حنون، على وجوب المشاركة القوية في الانتخابات المقبلة لمواجهة الأطماع الأجنبية المتربصة بالبلاد، لاسيما محاولة التأثير على موقف الجزائر الراسخ المتمثل في عدم التدخل في شؤون الدول.