دخلت الحملة الانتخابية لمحليات 29 نوفمبر الجاري أسبوعها الثاني، بعد بداية محتشمة ميزت الأسبوع الأول، الذي لم يشهد انطلاقة موحدة لكافة الأحزاب السياسية، التي تأخر بعضها عن تنشيط التجمعات الشعبية إلى غاية نهاية الأسبوع، فيما لازال المواطنون في بعض البلديات لم يتعرفوا بعد على المترشحين بسبب تأخر تعليق الصور على اللافتات التي خصصت لهذا الغرض· والملاحظ أيضا خلال الأسبوع الأول من عمر الحملة الانتخابية، أن المترشحين لهذا الاستحقاق، ركزوا نشاطهم على تكثيف العمل الجواري وإقامة الندوات واللقاءات لاستقطاب الناخبين، وذلك تزامنا مع التجمعات الشعبية التي نشطها قياديو الأحزاب السياسية عبر مختلف الولايات· ففي هذا الإطار نظم بعض المترشحين خرجات ميدانية شملت اجتماعات ولقاءات بالأماكن العمومية، واتصالات مباشرة مع المواطنين للتعرف على انشغالاتهم وطموحاتهم وضبط الحلول المناسبة في البرامج الانتخابية التي يحملونها· وقد فضّل العديد من المترشحين إعطاء الأولوية في اتصالاتهم لأعيان القرى والدواوير والمشاتي بحكم المكانة التي تحظى بها هذه الفئة في أوساط السكان· أما بالنسبة للخطاب السياسي الذي إلتقت فيه الأحزاب السياسية فقد تناول في مجمله الدعوة الصريحة إلى ضرورة تعديل قانوني الولاية والبلدية، من أجل دعم صلاحيات المجالس الشعبية، وإعطاء صلاحيات وإمكانيات أكبر لهذه المجالس وذلك بغية تمكينها من تسيير أحسن للشؤون المحلية والتكفل أفضل بكافة انشغالات المواطنين· كما دعت بعض التشكيلات صراحة إلى معاقبة المنتخبين المحليين الذين يخلون بالسير العادي للجماعات المحلية ويثبت تورطهم في قضايا تبديد الأموال العمومية على اعتبار أن هذه الأموال ملك للشعب وللدولة، في حين حذرت تشكيلات أخرى من جهتها من اللامركزية في تسيير الشؤون المحلية ونادت بضرورة تدخل الدولة في مراقبة المال العام· وقد لوحظ أن جميع المعنيين بالحملة الانتخابية يركزون خطاب حملتهم بشكل خاص على فئة الشباب، بتقديم الوعود بالتكفل بانشغالات هذه الفئة من المجتمع سيما في مجال توفير الشغل ومكافحة البطالة والهجرة السرية، وذلك في محاولة من هذه التشكيلات لإحداث انسجام مع خطاب رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، الذي فتح ملف هذه الشريحة من المجتمع خلال اللقاء الأخير الذي جمعه مع الحكومة والولاة وكذا بغية كسب تعاطف واهتمام هذه الفئة التي تمثل وعاء انتخابيا مهما بالنسبة لها· وقد أرجع ممثلو بعض الأحزاب السياسية أسباب الانطلاقة الصعبة للحملة الانتخابية خلال الأسبوع الأول إلى التنظيم الداخلي الذي اعتمدته غالبية الأحزاب السياسية خلال هذه الحملة الانتخابية، والذي يعطي الأولوية لتعبئة القاعدة النضالية من خلال العمل التحسيسي الجواري الذي كلفت به القواعد النضالية المطالبة بالتوجه إلى المواطنين لكسب أكبر عدد ممكن من الأصوات·