يعيش سكان بلدية براقي بالعاصمة، كغيرهم من قاطني بلديات العاصمة، على وقع التحضيرات للانتخابات المحلية، وسط “حملة شرسة” لكسب أكبر قدر ممكن من الأصوات والفوز بكرسي “المير”، معتبرين أن التأخر عن هذا الموعد الهام خطأ جسيم ويفتح الباب أمام الأشخاص غير الأكفاء لتسيير دفة الشؤون المحلية بالبلدية. وحسب من التقيناهم ببلدية براقي، فإن الحديث هذه الأيام يدور حول أسماء جديدة تتصدر أحزابا سياسية في إطار التحضير للانتخابات المحلية المقبلة، فالكل على أهبة الاستعداد لعرض برنامجه الانتخابي من خلال عدة لقاءات، لإقناع السكان بها، وهنا تختلف البرامج من حزب إلى آخر، غير أن كل متصدر لقائمة حزبه بنفس البلدية يبقى في رحلة بحث طويلة عن أصوات انتخابية تدعم حضوره خلال الاستحقاق المحلي خلال 29 نوفمبر القادم. وعلى هذا النحو حاولت “المساء” التقرب من بعض المواطنين القاطنين بعدة أحياء من بلدية براقي لرصد اهتماماتهم وآرائهم قبيل الانتخابات المحلية، فالحديث عن الحملة الانتخابية أصبح لدى الكثير بمثابة “حمّى” أصابت الجميع في سبيل اعتلاء كرسي “المير” أو حجز كرسي بالمجلس الشعبي الولائي، فشوارع بلدية براقي أصبحت تحتضن عشرات المكاتب لكل حزب سياسي من أجل تقريب صورتها وبرامجها للمنتخبين، في إطار حصد أكبر قدر من الأصوات. غير أن انطباعات المواطن حتى ولو كان بسيطا، يؤكد الرهان على قوائم جديدة بمنتخبين جدد يضعون فيهم ثقتهم، بعد أن انتفت هذه الثقة التي وضعوها في المنتخبين المنقضية عهدتهم، وعلى هذا النحو يؤكد “علي. س« قاطن بحي “أحمد عساس” وسط مدينة براقي؛ “أنا شخصيا كنت مع منتخبي المجلس الحالي ومنحت صوتي لهم خلال الانتخابات المحلية المسابقة، غير أن الثقة التي وضعناها فيهم انتفت بحجم وجود وعود بقيت حبيسة المناسبات، ومن بينها اللقاءات التي كان ينظمها ممثلو الحزب على مستوى البلدية منذ 5 سنوات”، ويضيف قائلا؛ “البحث عن أسماء جديدة شيء طبيعي والتغيير يبقى منتظرا، لاسيما أمام وجود خيارات جديدة بدليل ظهور أحزاب جديدة دخلت المعترك الانتخابي المحلي”. وأمام هذا المشهد، ذكر بعض الشباب من الذين التقيناهم أنهم متمسكون بأحزابهم حتى ولو تغير ممثلوه، أو تصدرت أسماء جديدة القائمة، حيث يؤكد السيد لكحل محمد من حي 2004، أن التمسك بالحزب أكثر من ضرورة، على الرغم من وجود أشخاص لم يمثلوا مبادئه خير تمثيل، غير أن ذلك لم يمنع من ورود أسماء جديدة لتمثيله مجددا في هذه الاستحقاقات٫. المشاركة في الانتخابات واجب وحسب تصريحات عشرات المواطنين بنفس البلدية، فإن مجملها تصب في مسعى المشاركة في الانتخابات، سواء لتدعيم بعض مترشحين من الأحياء أو حتى الأقارب، حتى ولو كان برنامجه غير مقنع، مثلما أكدته السيدة “فاطمة.خ” ( 65 سنة) بقولها؛ “سأتوجه للانتخاب بصفة عادية، وكل حسب قناعته بالمرشحين للانتخابات، وأنا شخصيا أدعم زوج ابنتي الذي يتواجد ضمن قائمة المترشحين لنيل منصب “رئيس البلدية”. بينما يقول “سيد علي. ز« ممثل عن حي “بيقا” أن مقاطعة الانتخابات هو دعم غير مباشر يمكّن أشخاصا غير أكفاء من اعتلاء كرسي المجلس الشعبي البلدي، لذلك، فالمشاركة واجب وكل حسب قناعته بالمرشح الذي سيصوت لصالحه. الرهان على الشباب.. البديل الأخير أعداد كبيرة من الشباب تحويها القوائم الحزبية، بما في ذلك العنصر النسوي الذي أصبح أكثر من ضرورة في إعداد أي قائمة حزبية، فأغلبية المدرجين ضمن قوائم المترشحين للانتخابات المحلية هم شباب، وهو ما قد يعطي لهذه الأخيرة دفعا قويا للمشاركة يوم 29 نومفبر القادم، حيث يوضح “سمير” طالب جامعي سنة ثالثة حقوق، بقوله: “أنا شخصيا أحببت فكرة التشبيب في الأحزاب السياسية، لأنه لا يوجد شخص يفهم الشاب أكثر من شاب، له دراية بالانشغالات الخاصة به، وحتى في طريقة التحاور والنقاش، غير أن كرسي “المير” قد يقلب الموازين، ويحول مهمة التسيير المحلي وإقرار التنمية المحلية من تكليف إلى تشريف، وبعدها الالتفاف حول المصالح الشخصية لا غير”.