أحصت مختلف المصالح الطبية على مستوى مصالح الإستعجالات الطبية والجراحية بمختلف مستشفيات ولاية وهران، خلال الأشهر العشرة السالفة من هذه السنة، ما لا يقل عن 6 ألف حادث منزلي، راح ضحيتها أطفال في عمر الزهور، كما قدرت ذات المصالح أنه تم التكفل الفعلي ب 30 بالمائة من هذه الحالات التي تم فحصها أو معالجتها خلال نفس الفترة، والبالغ عددهم أكثر من 200 ألف طفل. وحسب الدكتور بلبكري العيفة من مصلحة طب الأطفال، فإن هذه الأحداث تسجل غالبا في المطبخ أو الشرفات أو بالمحيط القريب جدا من البيت، وغالبا ما تقع خلال فترات العطل المدرسية أو أثناء فصل الصيف، علما أن الشريحة الأكثر تعرضا للإصابات هي شريحة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و15 سنة. وحسب الطبيبة عمارية بختاوي المتخصصة في أمراض الأطفال، فإن الجروح تتصدر قائمة الحوادث التي يتعرض لها الأطفال، حيث أحصت المصلحة المختصة في طب الأطفال 2800 حالة جرح، تليها 1700 حالة من حوادث السقوط و1020 حالة من الحروق الجلدية، في الوقت الذي لم تتعدى فيه حالات ابتلاع المواد الخطيرة 200 حالة. للعلم، فإن ظاهرة الحوادث الناجمة عن وضع العدسات اللاصقة على مستوى العيون، أصبحت من الظواهر المتكررة لدى الأطفال، خاصة في السنوات الأخيرة، حيث أحصت ذات المصلحة ما لا يقل عن 280 حالة خلال نفس الفترة، وهو ما يعادل 28 حالة شهريا. من جهة أخرى، يؤكد الأستاذ الهبري عبد الباقي المختص في علم النفس والأستاذ المحاضر في جامعة وهران، أن كثرة وقوع هذه الحوادث وانتشارها المفرط يعود إلى تعقد محيط الطفل وغياب الثقافة الصحية لدى الكثير من الأسر، وهو ما يتطلب أخذ الحيطة والحذر للحد من هذه الحوادث المؤسفة. وفي هذا الإطار، يعتقد الأستاذ الجامعي عبد القادر صبري، من كلية العلوم الاجتماعية بوهران، أن هذه الحوادث المنزلية أصبحت واحدة من موضات العصر الحديث، وقد تم إدراجها ضمن الآفات الاجتماعية الواجب معالجتها بكل موضوعية وواقعية، لأن الكثير منها بإمكانه أن يؤدي إلى الوفاة أو يتسبب في إحداث عاهات مستديمة أو تتسبب في أمراض يطول علاجها، وبالتالي تترك آثارا سيئة سلبية على الفرد خلال بقية حياته. وفي هذا الإطار، ينصح الكثير من الأطباء المختصين في طب الأطفال، أنه لا يجب معالجة الأطفال المصابين بحروق باستعمال معجون الأسنان أو القهوة أو مواد أخرى، كما هو شائع لدى الكثير من العائلات الجزائرية، بل يجب اللجوء إلى غسل معدة الطفل بإعطائه الماء الشروب بكثرة للتخلص من المواد السامة التي ابتلعها. وفي هذا الإطار، لا بد من التأكيد أن مصالح مديرية الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، تقوم بحملات تحسيسية على مستوى مختلف المؤسسات التربوية طوال العام الدراسي، زيادة على الأسبوع الإعلامي الوقائي المنظم سنويا، وهو ما يمكّن من نشر الثقافة الصحية لدى السكان، مع توعيتهم حول الحوادث المنزلية ومخاطرها، غير أنه رغم الجهد الكبير الذي يبذله المعنيون بهذه العملية، تبقى الوقاية ضرورية ومطلوبة.