أعلن وزير البيئة وتهيئة الإقليم والسياحة السيد شريف رحماني، أمس عن تنصيب "دار الجزائر"، بفرنسا في القريب العاجل لتكون مساحة للاتصال وتسويق المنتجات السياحية الجزائريةبفرنسا، وتمهيدا للمشروع تم التوقيع على اتفاق شراكة بين كل من الوزارة ومؤسسة الطيران "اغل ازور" و"فندق الهيلتون" تعهدت من خلاله المؤسستان بتوفير تخفيضات تزيد عن 50 بالمائة بالنسبة للسياح الذين يفضلون الوجهة الجزائرية خاصة أبناء الجالية الجزائرية بالمهجر. الاتفاق المبرم أمس بفندق الأوراسي يتماشي وأهداف المخطط الوطني لتحسين صورة الجزائر الذي أعدته الوزارة في إطار تنظيم القطاع، حيث تنوي الوزارة إنشاء فضاء جديد لتطوير السياحة الجزائرية يدعم عمل مختلف الوكالات السياحة، وتم اختيار فرنسا كأول محطة لاحتضان "دار الجزائر" قبل تعميم العملية على باقي الدول الأجنبية بالنظر إلى الكم الهائل من السياح الفرنسيين الذين يفضلون التوجه إلى الجزائر لقضاء عطلهم السنوية زيادة على أبناء الجالية الجزائرية المقيمة بالمهجر الذين يرغبون في التعرف على بلدهم الأصلي. وعن مهام "دار الجزائر"، أشار وزير القطاع إلى أنها ستكون الأداة المحورية لتفعيل السياحة الجزائرية وتحسين صورتها عند الأجانب كما ستكون مقياسا لقياس درجة تدفق السياح نحو الجزائر والمنتجات الأكثر طلبا بالنظر إلى ما تستقبله دول البحر الأبيض المتوسط من السياح سنويا، وسيكون عمل إطارات الهيئة الجديدة الذين سيتم اختيارهم حسب قدراتهم المعرفية وخبرتهم في مجال التسويق بالتنسيق مع الوكالات السياحية بالخارج والصحافة المتخصصة في السياحة، وبالنظر إلى أهمية "دار الجزائر" تقرر في البداية فتح ثلاثة ملاحق لها بفرنسا وذلك بكل من " 34 شارع بون نوفال" وشارع"باتينيول" بالإضافة إلى شارع "بلاس ريبوبليك"، قصد التقرب أكثر من الجالية والشغوفين بالتعرف على جمال طبيعة الجزائر خاصة المناطق الشمالية منها بعد أن عرفت وجهة الجنوب السنوات الأخيرة إقبالا كبيرا من السياح. ومن جهتها تعهدت مؤسسة الطيران الفرنسية "اغل أزور" على لسان مديرها السيد آرزقي اجريدون، بتقديم عروض مغرية للسياح تتمثل في تخفيض في تكلفة تذاكر السفر تزيد عن 60 بالمائة وذلك حسب المواسم ولا يستفيد منها إلاّ السياح فقط. وبخصوص موسم الاصطياف القادم فقد جندت المؤسسة التي تحتل المرتبة الثالثة من ناحية الأهمية وسط مؤسسات الطيران الفرنسية أكثر من 12 طائرة من نوع "إرباص" تقدم بين 6 إلى 7 رحلات يومية إلى مختلف مطارات الجزائر، كما أبدى المدير نيته في رفع عدد الرحلات إلى الجزائر في المستقبل نظرا للطلب الهائل على الجزائر من طرف المسافرين المهنيين أو السياح، حيث تم مضاعفة عدد المقاعد سنة 2007 بثلاثة أضعاف مقارنة بالسنوات الفارطة وهو ما جعل المؤسسة تفكر في توطيد علاقاتها مع الحكومة الجزائرية من خلال الاشتراك مع وزارة البيئة وتهيئة الإقليم والسياحة لإطلاق مشروع "دار الجزائر". ومن جهته تعهد مدير فندق "الهلتون" بتوفير تخفيضات تصل الى 50 بالمائة لصالح السياح الذين يختارون التعامل مع "دار الجزائر". ويدخل الاتفاق في إطار مخطط التوجيه للتهيئة السياحية الذي يهتم بتطوير كل الامكانيات السياحية التي تزخر بها الجزائر من فنادق ومناطق توسع سياحي ومنتجعات سياحية، في الوقت الذي أكد فيه الوزير ل "المساء"، أن المرافق السياحية ستكون في الموعد مع تدشين "دار الجزائر"، الذي لم يتم تحديد موعده بعد حيث سيتم في الأيام القليلة القادمة اختيار مكتب دراسات لوضع التخطيطات الكبرى، حيث تنوي الوزارة أن يكون هيكل مبنى الدار يتماشى والهندسة المعمارية التقليدية المعروفة بالجزائر، وفي المستقبل سيتم فتح هياكل مماثلة بباقي دول أوروبا لمساعدة الجزائر على بلوغ مستوى سياحة الامتياز. وتنتظر الوزارة أن يتقدم مدراء باقي الفنادق للاتفاق معها للمشاركة هي الأخرى في البرنامج على شرط أن توفر عروض وخدمات في المستوى لأن السياحة تستوجب التنسيق بين مؤسسات النقل والإيواء بالإضافة إلى الوكالات السياحية التي يجب أن تقدم انتاج كفيل بتحسين صورة الجزائر في الخارج.