تشهد عملية إعادة تعبيد الطرق بقسنطينة، والتي انطلقت منذ أشهر، وتيرة متباطئة خاصة فيما تعلق بوضع مادة الزفت، بعد عملية الحفر التي طالت العديد من الطرق التي تعد من أهم شرايين المدينة، على غرار مقطع طريق الصومام الرابط بين حي بو الصوف باتجاه حي جنان الزيتون الذي يعرف كثافة مرورية كبيرة، طريق سيدي مبروك الأسفل وطريق باب القنطرة، وتزداد صعوبة السير عبر هذه الطرق غير المستوية، خاصة في حالة تبللها بالأمطار. وتساءل مستعملو هذه الطرق عن سبب هذا التأخر، خاصة وفصل الشتاء على الأبواب، كما يتسأل سكان قسنطينة عن إمكانية مواصلة عملية إعادة الاعتبار للطرق التي أطلقتها البلدية لتشمل أحياء أخرى، أم أنها ستكتفي بالأحياء والطرق التي تمت مباشرة الأشغال بها، وتجيب مصادر مسؤولة بولاية قسنطينة عن هذا الإنشغال، مؤكدة أن العملية ستمس حسب الأولوية كل أحياء مدينة قسنطينة. ويعتبر مشكل تأخر التهيئة وإتمام أشغال إعادة الإعتبار للطرقات بمدينة قسنطينة من أهم الإنشغالات التي رفعها السكان للسلطات المحلية، وعلى رأسها الولاية، خاصة وأن الورشات تساهم في تدهور المحيط داخل الأحياء المعنية، وهو الأمر الذي دفع بمسؤولي قسنطينة إلى اتخاذ إجراءات صارمة خلال شهر مارس الفارط، من خلال فسخ عقود مؤسستين باشرتا أعمالهما بكل من حيي دقسي عبد السلام وفيلالي، وتعويضهما بالشركة العمومية للأشغال العمومية التي تقوم بتهيئة الأرصفة والطرق، في حين أوكلت مهمة إعادة قنوات الصرف إلى الديوان الوطني للتطهير، بينما تتكفل مؤسسة عمومية بالإنارة، على أن يشطب اسم الشركتين الخاصتين من قائمة المستفيدين من مشاريع الولاية للتهيئة الحضرية مستقبلا. كما تم تحميل مصالح مديرية التعمير والبناء مسؤولية التقصير في مراقبة ومتابعة السير الحسن للمشاريع، مع تكليف المديرية الفرعية المختصة بمشاريع التهيئة الحضرية بمتابعة المشاريع في طور الإنجاز، وحث إطارات المديرية على إنهاء المشاريع التي توجد في طور الإنجاز، قبل إطلاق مناقصات المشاريع الجديدة، ورغم كل هذه الإجراءات، تبقى الأمور على حالها بشأن احترام آجال الأشغال، مع تسجيل تأخر في هذه الورشات التي ضاق بها المواطن ذرعا. للإشارة، فقد خصصت بلدية قسنطينة في بداية هذه السنة مبلغ 100 مليار سنتيم لإعادة تهيئة11 كلم من الطرقات عبر العديد من شرايين المدينة الأساسية، بكل من بومرزق، المنظر الجميل والتوت، حيث أوكلت هذه المهمة للمؤسسة العمومية للأشغال العمومية. وفي سياق متصل، سطرت بلدية قسنطينة 3 مشاريع أخرى أوكلت مهمة إنجازها لمؤسستين، وتخص إعادة الإعتبار للشارع الرابط بين حي دقسي عبد السلام، جبل الوحش، شارع بالصوف بجانب محطة البنزين والطرق الداخلية لحي القماص، وعملية أخرى لإعادة تزفيت العديد من الأحياء، علما أن طول شبكة الطرقات بمدينة قسنطينة تبلغ حوالي 500 كلم، منها 200 كيلومتر تحتاج إلى الصيانة وإعادة الاعتبار، حيث تم وضع 100 كلم في برنامج إعادة الاعتبار على 3 مراحل.