الفيروس الذي كان وراء نفوق سمك الميرو لا يشكل خطرا على صحة الإنسان كشف مدير مركز البحث وتطوير الصيد البحري وتربية المائيات ببوسماعيل، السيد خالد فليسي، أمس، أن التحاليل الأولية التي تم إجراؤها على عينات من سمك الميرو الذي نفق في الفترة الأخيرة بالساحل الجزائري تؤكد عدم وجود خطر على صحة الإنسان، كما أن الفيروس الذي أصاب السمك غير معد وهو ما يفند إدعاءات بعض الأطراف التي هولت من الظاهرة لدفع المواطنين إلى مقاطعة الأنواع الأخرى من الأسماك. وصرح السيد فليسي ل«المساء” أن ظاهرة النفوق المفاجئ وغير العادي لسمك الميرو سجلت مع بداية شهر أكتوبر الماضي بكل من ولايتي سكيكدة وبومرداس، ليشكل مركز البحث وتطوير الصيد البحري وتربية المائيات فريقا من الباحثين المتخصصين في التلوث البحري لمتابعة تطورات الوضع، كما أوفد فريقا من الباحثين إلى ولاية سكيكدة يتكون من مختصين في التلوث البحري لتحديد أسباب هذه الظاهرة غير العادية، حيث تم تنسيق العمل مع كل من مديرية الصيد البحري للولايات المعنية والمصالح البيطرية وممثلي المهنيين من صيادي الميرو، أصحاب البواخر الصغيرة والغطاسين مع العلم أن عملية صيد الميرو تتم عبر هؤلاء المهنيين. وبعد جمع كل المعلومات تأكد للباحثين أن هذه الظاهرة برزت في نفس الفترة من السنة الماضية بولاية عنابة، وفي القالة سنة 2004، وبكل من منطقة شطايبي بعنابة والقالة وسكيكدة سنة 1999، حيث تراوح عدد الاسماك النافقة بين 1 إلى 7 سمكات في اليوم، ليتم تعميق البحث من خلال زيارة المواقع التي سجل بها نفوق عدد كبير من أسماك الميور لأخذ عينات من مياه البحر لدراسة نسبة الملوحة، درجة حرارتها ونسبة الأكسوجين بها، وبغرض استبعاد كل فرضية تخص التلوث البحري تم إعداد تحاليل بيكتريولوجية وأخذ عينات من السمك الميت للمخبر. وبعد نهاية كل التحاليل التي تمت مطلع الأسبوع الجاري أظهرت مؤخرا أن نوعية المياه جيدة، وبالنسبة لأملاح النيترات، الفوسفات، النيتريت، الأمونيوم فالنسب المئوية تتماشي والمعايير الموجودة في مياه البحر. أما التحليل البكتيريولوجي فقد بينت نتائجه أن المياه خالية من كل صنف من التلوث البحري، وغياب البكتيريا المسببة للأمراض في كبد، لحم وغلاصم السمك، غير أنه تمت ملاحظة نوعين من الطفيليات في الأسماك المشرحة، طفيلي خارجي على جلد السمك، وآخر داخلي في الغلاصم والجهاز الهضمي، تم تسجيله في السنوات الماضية في المياه الليبية وكذا في خليج عنابة واسمه العلمي “سي لومترا” وهذا الطفيلي الداخلي يمكن أن يتسبب في موت السمك. أما الطفيلي الخارجي فقد بين البحث الدقيق أنه يتسبب في موت سمك الميرو وهو فيروس يعرف باسم “بيتا نودا فيروس” كما أن مخلفات المنطقة الصناعية ليس لها علاقة بظهور هذا النوع من الفيروسات. وبخصوص إمكانية إيجاد حل للأسماك الحاملة للفيروس صرح مدير مركز البحث أن التحاليل لا تزال متواصلة ولا يستبعد ايجاد حل للظاهرة عما قريب خاصة وأنها تتكرر في نفس الفترة من كل سنة.