صرخ جبران خليل جبران ذات يوم صرخة قال فيها : " لا خير في أمة تأكل ما لا تزرع، وتلبس مالا تنسج، وتشرب مالا تعصر" وأصبحت هذه الصرخة حكمة ترددها الأجيال قولا لا فعلا، وكم نحن اليوم في أمس الحاجة إلى أن نأكل مما نزرع، ونلبس مما ننسج ونشرب مما نعصر، وأن تتسلح جيوشنا بما تنتجه مصانعنا. الدول الغربية اليوم جعلت من الاقتصاد والتفوق التكنولوجي سلاحا تجارب به الدول التي لا تدور في فلكها تحاصر من نشاء اقتصاديا، وتجمد أرصدته في بنوكها، إننا اليوم كجزائريين مطالبون بأن نرفع شعار " صنع في الجزائر" من أجل تشجيع الصناعات والإنتاج المحلي، وأن نعيد الثقة لمنتوجاتنا وأن نجعلها منافسة بما هو مستورد. لقد قال وزير الداخلية الأسبق عبد الرحمان مزيان شريف في اجتماع له بباتنة مع شخصيات وأعيان منطقة الأوراس في بداية التسعينات من القرن الماضي، أن جحافل المستعمرين التي غزت بلادنا لم تستطع الاستقرار بها، لأن كل قرية من قرانا كانت لها استقلالية تامة في غذائها وملبسها. أما اليوم لقد أصبحنا مجتمعا إستهلاكيا بإمتياز، والدول الأخرى لا ترى فينا إلاّ سوقا لمنتجاتها. لقد آن الأوان لأن نحول هذا المجتمع المستهلك إلى منتج من خلال تفضيل " صنع في الجزائر " على غيره، والحمد لله هناك إنتاج وطني لا يستهان به إلا أنه في حاجة إلى حماية من المنافسة الأجنبية. ونحن من يحميه من خلال إطلاق حملات على مواقع التواصل الإجتماعي، للاقبال على الإنتاج المحلي تحت شعار " صنع في الجزائر" لنساهم في استقلال بلدنا الاقتصادي ، وإحداث تنمية مستدامة تقضي على البطالة وتساهم في الرفاه الإجتماعي.