من منا لم يستعمل الشارع بدل الرصيف بمجرد خروجه من منزله للذهاب إلى عمله أو مدرسته أو إلى أي مكان آخر؟ ومن منا لم يدخل في عراك مع مستعملي الطريق من أصحاب المركبات الذين يتذمرون من المواطنين الذي يزاحمون المركبات بالشارع؟... الأكيد أننا جميعا عانينا من هذا المشكل، ولكن السؤال الذي يفرض نفسه أمام هذا السلوك غير الحضاري الذي تحول إلى ميزة تطبع أغلبية شوارع العاصمة، وفي بعض الأحيان بصورة مبالغ فيها هو: من هو المسؤول عن إعطاء الرصيف حقه؟ أو من هي الجهة الوصية التي تدافع عن الرصيف؟! في بعض الأحاديث التي أذكرها؛ „أعط الطريق حقه“، بمعنى الحديث جاء فيه؛ من رأى منكم منكرا فليغيره، ولكن المطلوب هنا إن أردنا التغيير بعد وقوفنا عند هذا النوع من المنكرات، من هي الجهة التي يتعين علينا أن نعرض عليها تذمرنا أو شكوانا؟، خاصة وأن بعض حوادث السير في الطرق الكبيرة كانت نتيجة عدم استعمال الرصيف، بسبب احتلاله من طرف أصحاب السيارات الذين قد لا يظهرون طيلة اليوم، مما يعني أن استعمال الرصيف في بعض الشوارع تحول إلى أمر محظور على المواطن، لتبقى الأرصفة تحت رحمة السيارات إلى حين، ويعمل الماشي على استعمال حق غيره في السير، ليصبح للأسف كل شيء مقلوبا، فمتى يفرج عن الرصيف، الفضاء الأمن للراجلين؟.