رحبت اللجنة الوطنية للحوم المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين بقرار الحكومة تعليق عملية استيراد لحوم الأغنام إلى غاية شهر أوت، داعية السلطات العمومية إلى تشكيل لجنة وطنية لشراء رؤوس الأغنام لذبحها وتخزينها إنقاذا للموال وللثروة الحيوانية التي يهددها الجفاف. دعا رئيس اللجنة الوطنية للحوم السيد بلال جمعة في تصريح ل "المساء" الحكومة ومنها وزارة الفلاحة إلى ضرورة التعجيل بتمويل مربي الأغنام ومنحهم كميات من الشعير بشكل مجاني ومؤقت وذلك خلال فصل الصيف، تفاديا لهلاك نسبة هامة من الثروة الحيوانية التي يهددها الجفاف، كما طالبت اللجنة بانقاذ الموالين لكي لا تذهب جهودهم هباء. وبعد أن رحبت اللجنة الوطنية للحوم بقرار الحكومة المنبثق عن المجلس الوزاري المشترك المنعقد يوم السبت الماضي والقاضي بالتعليق الكلي لاستيراد لحوم الأغنام إلى غاية شهر أوت المقبل، أعربت عن أملها في أن يشمل هذا القرار استيراد اللحوم المجمدة على أساس أن الجزائر تتوفر على مخزون هام من اللحوم يمكن تجميده واستغلاله وحتى تصديره. وفي نفس السياق طالبت اللجنة بتشكيل لجنة خاصة تتكفل بشراء الأغنام من الموالين وبأسعار معقولة ومن ثم ذبحها وتخزينها لتوزيعها على الهيئات والمؤسسات التي كانت تعتمد بشكل كبير على الحلوم المستوردة سواء المجمدة أو الطازجة. وتتوفر الجزائر على امكانيات تخزين هامة تمكنها من توفير اللحوم الحمراء ومنه تحقيق الاكتفاء الذاتي وتدعيم الثروة الحيوانية وتشجيع المربين على مواصلة نشاطهم. وتساهم هذه الخطوة في تخفيض أسعار اللحوم الحمراء خاصة لحم الغنم الذي استقر سعره في حدود 780 دينار دج رغم التوجه نحو استيراد اللحم الطازج، إلا أن ذلك لم يساهم في تخفيض سعره في السوق بالاضافة إلى الاستفادة من جلود وصوف الأغنام المحلية وكذا الاستمتاع بذوق اللحم المحلي الذي يتمتع بجودة وقيمة غذائية عالية، كون الأعلاف الموجهة للأغنام المحلية خالية من المواد المضافة الخاصة بتسمين الأغنام. وأشاد اتحاد التجار بجهود الدولة وقدرتها على انقاذ الموقف والموالين من الكارثة المتوقعة من خلال رصد امكانيات استعجالية هامة وفي كل الظروف فإن الدولة هي الرابح الأكبر بحمايتها للثروة الحيوانية والاقتصاد الوطني. من جهته أعرب الاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين عن ارتياحه لقرار رئيس الحكومة السيد عبد العزيز بلخادم المتلعق بتوقيف استيراد لحوم الأغنام كونه يندرج في سياق تدعيم الموال وقطاع التربية الحيوانية، وبهذا القرار تؤكد الأمانة الوطنية للاتحاد أن أولى قطرات الغيث قد بدأت لتدعيم الموال لانتاج اللحوم الحمراء بمايحقق الاكتفاء الذاتي ويدعم الثروة الحيوانية ويحفز بقية المربين لرفع التحدي. كما تؤكد على أن يتبع هذا الاجراء التحفيزي والمشجع بإجراءات أخرى لاتقل أهمية، ترفع الغبن عن الموال وتعمل على توسيع وتطوير الثروة الحيوانية الوطنية وهذا من خلال الاستجابة لمطالب الموالين والأخذ بأيديهم خلال المراحل الصعبة للانتاج والتكاثر بتوفير التغطية الصحية والمواد العلفية في الأوقات المناسبة والمحفاظة على الغطاء النباتي في السهوب وتجديده وتنظيم الرعي وكل مستلزمات الموال في الحل والترحال. وبهذا القرار الصائب، كما أوضح الاتحاد "نقول اننا نتجه فعلا نحو تدعيم انتاجنا الوطني وبهذا نعمل على إرساء القاعدة العلمية في القطاع الفلاحي وتمده بكل أسباب النجاح والنجاعة الاقتصادية والجودة الانتاجية".