تشتكي العديد من القابلات في قسم النساء والولادة بمستشفى باب الواد من إهمال نظافة الغرف وكذلك في جوانب الصيانة، وجود الصدأ وتهالك البعض من محتويات الغرفة وتعطل الخدمات الكهربية في بعضها الآخر، إضافة إلى انتشار الأوساخ هنا وهناك، مما يسبب في انتشار الجراثيم· وفي ذات السياق، أكد عدد من الأطباء الذين تحدثت إليهم جريدة ''الفجر'' أن النسبة الكبيرة من الأمراض والجراثيم التي يتعرض لها المرضى تنتقل عن طريق اليدين، وأن معظم هذه الجراثيم مقاومة للمضادات الحيوية، وأن الوقاية منها تتم عبر احترام قواعد النظافة بغسل اليدين قبل وبعد أي عمل أو اتصال بالمرضى أو حتى زيارتهم بالنسبة للأهل، وكذا تقليم الأظافر وارتداء لباس ملائم· كما عبّرت السيدة قهلوز فيلالي نادية، عضوة باتحاد القابلات الجزائريات، عن استيائها الكبير من النقص الفادح في المنظفات والمناشف ووسائل التعقيم وحتى المياه أحيانا ببعض المؤسسات الاستشفائية· وأشارت إلى ضرورة إدراج عامل الوقاية من الأمراض المتعلقة بالوسط الاستشفائي في التعليم الطبي وشبه الطبي، خاصة وأن التحقيق الوطني المنجز في 2005 حول النظافة في المستشفيات أظهر أن 90 بالمئة من الهياكل الصحية لا تطبق شروط النظافة الصحية، ما جعل الوصاية تفكر في إيجاد صيغة عمل لتفعيل مكافحة الأمراض الاستشفائية ومنه التقليص بالنصف من مجموع الأمراض المتعلقة بالجراثيم الاستشفائية· وأكدت من جهتها وزارة الصحة على لسان مدير الوقاية، الدكتور وحدي، في العديد من المرات أن الأمر يتعلق بالفوضى العارمة التي مست إدارات المؤسسات الاستشفائية، مشيرا إلى أن الوزارة تقدم ميزانية خاصة لشراء كل اللوازم الضرورية لتوفير عامل النظافة· ومن الأسباب المسؤولة عن انتشار هذا المرض - حسب ذات المتحدثة، - العدد المرتفع للمرضى في المستشفيات، وعدم الامتثال لغسل اليدين، فضلا عن عدم عزل المرضى عن بعضهم البعض لعدم توفر الغرف الكافية والتنظيم غير الجيد للمنشآت الصحية، تضاف إليها عوامل أخرى كالتعقيم غير الكافي للأدوات الطبية وانعدام النظافة في الأوساط الصحية·كما أن غياب مخابر ميكروبيولوجية فعّالة يعطل عملية التكفل بالأمراض الاستشفائية· وركز الأطباء الذين تم استجوابهم على ضرورة إعداد تقنيين في التعقيم وفي النظافة، وكذا النفايات الاستشفائية التي يمكنها أن تكون مصدرا للخطر، ولاسيما فيما يتعلق بعملية تخزينها والقضاء عليها سواء عن طريق الحرق أو الردم·