لا يزال منتخب تونس يثير مخاوف أنصاره قبل المباراة الأولى التي ستجمعه بعد غد بنظيره الجزائري في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2013 بجنوب افريقيا، فقد ألقت النتائج الضعيفة المسجلة من طرف “نسور قرطاج” في مبارياتهم الودية الأخيرة بظلالها على استعداداتهم قبل ساعات معدودة من مواجهة الجزائر في المجموعة “د” التي تضم أيضا كلا من الطوغو وكوت ديفوار. الفريق التونسي فاز مرة واحدة ضد العراق ( 2-1 ) بعد نهاية التصفيات، بينما لم يرتق المردود العام للاعبيه إلى مستوى جيد في اللقاءات الودية الأخرى التي سبقت تنقله إلى جنوب إفريقيا، إذ تعادل مرتين أمام الغابون وإثيوبيا (1-1) و انهزم ضد سويسرا ( 2-1)، وكان اختباره الأخير ضد منتخب غانا كارثيا بتلقيه أربعة أهداف كاملة في شباكه ( 4-2). وقد تلقى المدرب سامي طرابلسي ولاعبوه وابلا من الانتقادات اللاذعة شنتها الصحافة الرياضية التونسية التي أجمعت في تعاليقها، على ان الفريق أظهر ضعفا كبيرا ولا تريد ان يستمر بهذا الوجه الشاحب في المباريات الرسمية التي تنتظره في جنوب إفريقيا، حيث تتخوف من ان يتكرر نفس السيناريو الذي عايشه في دورة 2010 (ثلاث تعادلات و إقصاء في الدور الأول) وفي دورة 2012 (إقصاء في الدور ربع النهائي أمام غانا).
الطرابلسي : اللقاء ضد الجزائر صعب ومهم جدا لتشكيلتي ولم يحاول المدرب سامي الطرابلسي التقليل من مخاوف الجماهير التونسية، حيث أقر بأن لاعبيه خيبوا ظنه في أغلب المباريات التحضيرية ولم يقتربوا من المستوى الذي يجب ان يكونوا عليه في جنوب إفريقيا، إلا ان بعض الأطراف الرياضية التي تتابع من تونس خطوات الفريق الوطني، تعتقد ان الطرابلسي يدرك العمل الذي يقوم به وان تصريحاته لا تعكس تخميناته الحقيقية حول استعدادات لاعبيه، لأن المهم بالنسبة لطرابلسي هو إجراء أكبر عدد من المباريات التحضيرية التي تمكن لاعبيه من رفع حجم مردودهم التنافسي والتعود بسرعة على الخطط التكتيكية التي يريد الطاقم الفني ضبطها في كل المباريات الرسمية التي تنظره بجنوب إفريقيا، ويكون الطرابلسي، حسب آراء هذه الأطراف، قد طلب من عناصره تفادي التأثر كثيرا من الانتقادات التي تمس المنتخب والتركيز أكثر على عملهم اليومي بمكان تدريباتهم الواقع بمنطقة روستنبرغ. وبالنظر إلى التعداد الذي يتوفر عليه المنتخب التونسي، فإنه لا يبدو ضعيفا بتواجد خمسة عناصر أساسية من فريق النجم الساحلي التونسي الذي فشل مؤخرا في نهائي رابطة الأبطال ، وثلاثة لاعبين محترفين هم : المهاجم خزري (باستيا) والمدافع خليفة (ايفيان) والمدافع عبد النور (تولوز)، إلا ان أعين التونسيين مشدودة بشكل خاص إلى الشاب يوسف المسكني (22 سنة) الذي يملك مهارات هجومية كبيرة يريد أن يفجرها في دورة جنوب إفريقيا، لا سيما وأنه أصبح يعرف جانبا من خبايا كأس أمم إفريقيا بعد مشاركته في دورة 2012، وان المدرب الطرابلسي يريد ان يمنحه حرية كبيرة في تحركاته نحو الهجوم. وقد حدد أمس الطاقم الفني التونسي الهدف الذي يريد تحقيقه في جنوب إفريقيا، حيث قال طرابلسي أن “نسور قرطاج” قدموا إلى جنوب إفريقيا من أجل الفوز بلقب الدورة. مضيفا ان اللقاء أمام الجزائر سيكون صعبا ومهما جدا لتسطير مسيرة تشكيلته في هذه النهائيات. وكان الفريق الوطني التونسي قد وصل الخميس الفارط إلى منطقة روستنبرغ، حيث باشر تحضيراته من أجل مواجهة الجزائر في لقائه الأول من هذه المنافسة القارية.