أدار الحظ ظهره للمنتخب الوطني، ولم يكن بإمكان تلاميذ وحيد حليلوزيتش، تقديم أكثر مما قدموا، في مباراة أمس أمام الطوغو، التي جاءت نتيجتها عكس تيار اللعب، وهذا طبعا عندما نحصي الفرص التي أتيحت لكل منتخب. لكن ما باليد حيلة، لأن التوفيق غاب عن الجزائريين، في وقت صنع فيه الطوغوليون الفوز من فرصتين على امتداد 90 دقيقة، مستغلين سذاجة الدفاع الجزائري، الذي مع الاسف كان في متناول رفاق أديبايور الذين استفادوا من براعة حارسهم اغاسا، الذي استطاع بمفرده ان يحول دون وصول سليماني وسوداني وفغولي وغيرهم إلى مبتغاهم، حيث جرب هؤلاء وقادوا الحملة تلو الاخرى، لكنهم تسرعوا، مما أعطى ثقة كبيرة للدفاع الطوغولي، الذي استطاع أن يفوت الفرصة تلو الاخرى على لاعبينا الذين افتقدوا السرعة في التنفيذ وخانتهم اللمسة الاخيرة، خاصة الثنائي سليماني وسوداني، وبالمقابل ركز الطوغوليون في لعبهم على الكرات المرتدة في اتجاه هدافهم أديبايور الذي استطاع ومن فرصة وحيدة أن يقلب موازين القوة في الدقيقة 31 من الشوط الاول، بعد أن أخفق الثنائي بلكالام وحليش في التعامل معه، حيث فسحا له المجال ليسجل إصابة التفوق، وهذا طبعا في الوقت الذي ضاعت من لاعبينا حوالي ثلاث محاولات للتسجيل بدءا من الدقيقة 13 بواسطة سليماني والدقيقة 22 بواسطة قذفة لحسن وفي الدقيقة 39 بواسطة سليماني مرة أخرى.وفي الشوط الثاني، جاءت الدقائق سريعة، ورفض الحكم الملغاشي حمادة ضربة جزاء للجزائريين عندما عرقل صانع الالعاب فغولي داخل منطقة العمليات في الدقيقة 47 وعوض أن تحتسب ضربة جزاء فضل الحكم انذار القائد لحسن بالبطاقة الصفراء حينما احتج، وبعدها بأربع دقائق تضيع من سوداني فرصة مواتية للتعديل عندما جانبت رأسيته القائم الأيمن للحارس اغاسا، كما استمات الدفاع الطوغولي في رد كرة خطيرة من داخل منطقة 6 أمتار، ليحرم فؤاد قادير من إسكان الكرة في شباك اغاسا. وأمام الضغط الجزائري كما تبين هذه الفرص، اضطر المدافع سيكس إلى إحداث التغيير في الدقيقة 57 في وسط الدفاع الذي ارتكب في نفس اللحظة خطأ كبيرا ضد سليماني الذي عرقل داخل منطقة 6 أمتار دون ان يحتسب الخطأ المرتكب عليه، ليصبح المنتخب الوطني في هذا الشوط يلعب ضد كل الظروف، بما في ذلك الخشونة التي اعتمدها الطوغوليون لإمتصاص حيوية الجزائريينلكن ذلك لم يمنع اللاعب قادير من توجيه قدفة صاروخية في الدقيقة 63، وأمام ضياع الفرص أجرى حليلوزيتش أول تغيير بإدخال بزاز في مكان قادير في محاولة لتنشيط الهجوم، غير ان التوفيق ظل غائبا، لأن الاهداف خاصمت الجزائريين في الدقيقة 73 عندما صد اغاسا القذفة القوية لقديورة، مما اضطر حليلوزيتش مرة ثانية الى توظيف ورقة عودية في مكان سليماني، ثم ادخال بوعزة في مكان لحسن.واستمر الضغط الجزائري لكن دون جدوى، ومن المفارقات أن العمود الايمن للحارس اغاسا لعب هو الاخر ضد المنتخب الجزائري، عندما خرج عن المستطيل الاخضر، ليضطر الحكم الى توقيف المباراة في الدقيقة 85، لمدة 10دقائق، قصد تثبيت العمود من جديد، بعد أن نزع إطار المرمى في سابقة لم تحدث إلا في افريقيا، إذ أن توقيف المباراة أثر سلبا على حرارة الجزائريين، في وقت أعطى فيه فرصة استرجاع الانفاس للاعبي الطوغو الذين تفننوا بعد استئناف اللعب في إهدار الوقت وبالتالي حرمان رفاق فغولي من الكرة أو أي رد فعل يشكل خطرا على مرمامهم. وقد اضطر الحكم الى احتساب 13 دقيقة جراء توقف المباراة، وهي دقائق مع الاسف لم تكن في صالح الجزائريين لأن الجوكير لومي قتل كل حظوظ تلاميذ حليلوزيتش ولعب بدفاع مفتوح كان أشبه بشارع مستباح لكل من أراد المغامرة من لاعبي الطوغو، الذين عرفوا كيف يتفاوضون على النتيجة ويضيفون الهدف الثاني بأقل جهد وبأكثر توفيق، لتنتهي المباراة بنتيجة يمكن اعتبارها منطقية إلى أبعد الحدود رغم السيطرة العقيمة لمنتخبننا الوطني الذي فقد كل امل في التفكير في المرور الى الدور الثاني من الكان الافريقي الجنوبي، خاصة وأن ما ينتظرهم امام فيلة جنوب افريقيا سيكون اصعب وأمر من أجل إنقاذ الشرف في دورة أرادت أن تدير ظهرها لمن لا يعرف كيف يسجل، وهو يدرك أن السيطرة لا تعني الفوز على الاطلاق.. وللحديث بقية.