قمة عمالقة بين كوت ديفوار ونيجيريا والطوغو لإنجاز تاريخي أمام بوركينافاسو تتجه الأنظار مساء اليوم لمتابعة قمة الدور ربع النهائي التي تجمع بين ”كوت ديفوار المتعطش للقب الافريقي، ومنتخب النسور الممتازة ( نيجيريا ) الذي يسعى ليكون الرقم الأصعب في حسابات الأفارقة الذين تناسوه، لكنهم عادوا ليرشحوه للعب الأدوار الأولى... وهكذا ستسلط كل الأضواء على ملعب رويال بافوكينغ في روستنبرغ، الذي سيكون مسرحا لهذه القمة التي تجمع منتخب كوت ديفوار الذي لم ينهزم في الدور الاول وتصدر المجموعة الرابعة بقيادة ديديي دروغبا او ديدييه زوكورا، والمنتخب النيجيري الذي حل ثانيا في المجموعة الثالثة خلف وركينا فاسو، وفازت ” كوت ديفوار في الدور الاول بصعوبة على الطوغو 2-1 ثم على تونس 3-0 وتعادلت مع الجزائر بالبدلاء وعلى رأسهم دروغبا 2-2، فيما تعادلت نيجيريا مع بوركينا فاسو وزامبيا بنتيجة واحدة 1-1 قبل ان تفوز على اثيوبيا 2-0. وقدم منتخب ”الفيلة” أداء مقنعا بشكل عام في المباريات الثلاث رغم عدم ارتياح مدربه الفرنسي صبري لموشي، الذي قال بعد المباراة الاولى ”لم اعرف فريقي في الشوط الأول، وقدم أسوأ عرض منذ أن توليت الاشراف عليه قبل 6 أشهر”، ثم ما لبث ان خفف من اللهجة رويدا رويدا. ولم يعتمد لموشي على دروغبا فاستبدله في المباراة الأولى ولم يشركه في الثانية وترك له القيادة في الثالثة لتسعة لاعبين من البدلاء بعد ان اطمأن على التأهل فأبدع ”الفيل” الصغير وقلب التخلف 0-2 إلى تعادل بتسجيله أول اهدافه في البطولة من ضربة رأس رافعا رصيده إلى 11 هدفا في كأس الامم الإفريقية. ويرى لموشي ان مستوى دروغبا، لاعب شنغهاي شينخوا الذي انتقل خلال تواجده في جنوب افريقيا إلى قلعة سراي التركي، في انخفاض بعد توقف الدوري الصيني منذ فترة، لذلك ”يتطلب الفوز على تونس عدم إشراكه لأن ما هو الكلام الذي لن يقال في حال الخسارة، يجب أن يلعب من يستحق اللعب لأن المنتخب مرشح ويتطلع إلى اللقب”. ويرد دروغبا الذي كان خلال مشاركته الحالية مقتصدا في الكلام أمام الصحافة على غير عادته، على المدرب بشكل غير مباشر ”هدف واحد لا يعطي الفوز لكن يسمح لنا بالانطلاق من جديد، لا أركز كثيرا على أدائي بقدر ما أركز على المردود الجماعي”. وتشارك” كوت ديفوار، المصنفة الأولى افريقيا و14 عالميا، للمرة العشرين في النهائيات الإفريقية، واحرزت اللقب مرة واحدة فقط عام 1992، ويطمح لموشي الذي بدأ تجربته التدريبية معها أن يكون المدرب الثاني الذي يأتي باللقب بعد 21 عاما بعد ان جلب الاول مارسيل يوو، فيما يأمل دروغبا ورفاقه من الجيل الذهبي رفع الكأس بعد أن فشلوا 3 مرات فحلوا في مركز الوصيف عامي 2006 و2012 واكتفوا بالمركز الرابع عام 2008. ويعتمد لموشي على كوكبة من المحترفين في الاندية الاوروبية على غرار الشقيقين يايا وكولو توري، رغم ان الثاني لم يقنع المدرب الفرنسي بعد خطأ ارتكبه في بداية المنافسات مع الطوغو كاد يؤدي إلى التهلكة، فاستبعده، وجيرفينيو وسالومون كالو وماكس جارديل وغيرهم من اللاعبين المهرة الذين يستطيعون صنع الفارق في اللحظات الحرجة... في المقابل، كانت ”النسور الكاسرة” بقيادة الدولي السابق استيفان كيشي شبحا وظلا للمنتخب النيجيري ”الرهيب” المعروف، وكانوا على وشك الخروج من الدور الاول لو لم يقف الحظ إلى جانبهم في المباراة الاخيرة بركلتي جزاء في الدقائق العشر الاخيرة، نفذهما بنجاح مهاجم تشلسي الإنكليزي فيكتور موزس وطرد الحارس الاثيوبي سيساي بانشا (86). ويرى قائد ” نيجيريا جوزيف يوبو الذي يخوض النهائيات للمرة السادسة معادلا الرقم القياسي المسجل باسم الكاميروني ريجوبرت سونغ، ”لا كبير في البطولة الحالية، صحيح أننا سنواجه الأعلى تصنيفا، إنما نتجية المباراة تقررها ارض الملعب”.
بوركينافاسو في وضع مريب أمام الطوغو ومن جهتها تأهلت بوركينا فاسو التي تشارك للمرة التاسعة في النهائيات إلى دور الثمانية لأول مرة منذ أن حلت رابعة في البطولة التي استضافتها عام 1998، وذاقت لاول مرة طعم الانتصار الذي جافاها في 18 مباراة سابقة بفوزها على اثيوبيا 4-0 بعد ان تعادلت مع نيجيريا 1-1 قبل ان تتعادل مع زامبيا بالنتيجة ذاتها وتفقدها اللقب. ولم يكن تصدر ”بوركينا فاسو المجموعة الثالثة مرآة تعكس الواقع الحقيقي لمستواها، وكانت مجرد فزاعة للمنتخبات الاخرى التي لم تكن هي بدورها في أحسن حالاتها. وستكون مهمة ”خيول” المدرب البلجيكي بول بوت في غياب مهاجم لوريان الفرنسي آلان تراوري متصدر ترتيب الهدافين حتى الآن (3 أهداف) بداعي الاصابة، صعبة للغاية في مواجهة ”صقور” المدرب الفرنسي ديديي سيكس وقيادة العملاق ايمانويل اديبايور الذين حققوا انجازا تاريخيا بتأهلم لاول مرة في مشاركتهم السابعة إلى ربع النهائي وبات عليهم اكمال كتابة تاريخ الكرة التوغولية حتى الغلاف الخارجي. ويبدو أن الكيمياء مفقودة بين اديبايور ومدربه بعد تردد الاول في الالتحاق بالمنتخب حتى اللحظة الاخيرة و«عانى” المدرب من مماطلته، لكن اللاعب كان عند حسن الظن به وبدا في وضع يؤهله للتسجيل في كل لحظة، خصوصا انه سريع الانقضاض وماهر في استخلاص الكرات من المدافعين والانطلاق السريع نحو مرمى المنافس. وقال بعد التأهل ”انه تاريخي، انا سعيد جدا بسعادة زملائي اللاعبين وبلدي، انه تأهلنا الأول إلى ربع النهائي ومن هنا يمكننا ان نأمل ونحلم. لقد قلت دائما اننا ذاهبون إلى أمم إفريقيا لنفوز بالكأس، لدينا الآن فرصة كبيرة”. واضاف ”أمام بوركينا، سنلعب بكل طاقتنا وسنخلق لهم المشاكل، أنا حزين لاصابة آلان تراوري واتمنى له الشفاء العاجل فهو افضل لاعب في منتخب بلاده وغيابه سيعزز فرصتنا”.