قرر المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني، مواصلة اللقاءات من أجل ضمان التسيير العادي للحزب والتحضير بصورة جيدة لعقد اجتماع اللجنة المركزية للحزب، داعيا المناضلين والمناضلات إلى نبذ كل ما من شأنه بث الفرقة والانشقاق داخل الحزب. وأشار المكتب السياسي للحزب في بيانه الصادر عقب الاجتماع الذي عقده أول أمس، إلى أن أعضاءه ناقشوا ودرسوا خلال هذا الاجتماع الذي عقد تحت إشراف المنسق عبد الرحمان بلعياط قضايا لها علاقة بمهام المكتب السياسي إلى غاية اجتماع اللجنة المركزية. وذكر البيان بالمناسبة، بتزامن هذا الإجتماع مع إحياء الجزائر لليوم الوطني للشهيد، مشيرا إلى أن ”المكتب السياسي يقف في هذه الذكرى وقفة إجلال وخشوع وتكريم لأرواح الشهداء الذين قدموا النفس والنفيس من أجل انتصار وعزة وكرامة الجزائر” وكان منتظرا أن يبحث المكتب السياسي للأفلان خلال هذا الإجتماع الذي صادف مناسبة أليمة، تمثلت في وفاة عضو اللجنة المركزية الراحل عبد الرزاق بوحارة الذي كان اسمه متداولا لتولي منصب الأمين العام للحزب، عددا من القضايا التنظيمية على رأسها مسألة عقد الدورة الطارئة للجنة المركزية لانتخاب أمين عام جديد، استخلافا لعبد العزيز بلخادم الذي تم سحب الثقة منه في 31 جانفي المنصرم. واعتبرت بعض المصادر من داخل الحزب، أن الوضع الذي يمر به الأفلان في الوقت الحالي عبارة عن ”خلل جلي، انطلاقا من أن حالة شغور منصب الأمين العام جاءت أثناء انعقاد الدورة العادية للحزب وليس خارجها، وهو ما كان يستدعي الإبقاء على الدورة مفتوحة”. وما يزيد من تعقيد الوضع -حسب نفس المصادر- هو كون المادة التاسعة من القانون الداخلي للجنة المركزية اقتصرت على تناول وضعية الشغور في حالتي الوفاة والاستقالة فقط، ولم تتطرق إلى سحب الثقة مثلما حدث مع بلخادم. وفي انتظار انعقاد الدورة الطارئة، يظل السيد عبد الرحمن بلعياط العضو الأكبر سنا بالمكتب السياسي مكلفا بتصريف شؤون الحزب إلى غاية انتخاب أمين عام جديد. وفي هذا الإطار، يحرص قياديون في الحزب، على فرض احترام الممارسة الديمقراطية خلال عملية انتخاب الأمين العام الجديد للحزب والتي لابد أن تتم -حسبهم- عن طريق الاقتراع السري ”حتى لو تم التوافق حول شخصية تتولى هذا المنصب” إلى غاية المؤتمر القادم للحزب، وهو ما ذهب إليه عضو المكتب السياسي السيد عبد الحميد سي عفيف الذي فند في آخر تصريح له ما يشاع حول إجراء مشاورات لتزكية شخصية تضطلع بمنصب الأمين العام، مؤكدا بأن اللجوء إلى الصندوق لانتخاب الأمين العام الجديد سيمنح لهذا الأخير الشرعية داخل الحزب وخارجه. ويقوم المنسق الحالي للحزب، السيد عبد الرحمن بلعياط، باتصالات مع أعضاء المكتب السياسي لمناقشة قضايا تهم الحزب والاجتماع القادم للمكتب السياسي، في ظل استمرار المشاورات بين أعضاء اللجنة المركزية للوصول إلى التوافق والإجماع حول الشخصية التي يسند لها منصب الأمين العام للحزب خلال الدورة القادمة للجنة المركزية . وكانت الدورة العادية السادسة للجنة المركزية التي تم خلالها سحب الثقة من الأمين العام السابق قد أنهت أشغالها في حالة من الغموض، في ظل اشتداد الصراع بين أنصار ومعارضي عبد العزيز بلخادم.