إحياء لليوم الوطني للقصبة المصادف ل23 فيفري، نظمت جمعية القصبة، أول أمس، لقاء بجريدة ”المجاهد” تطرقت فيه إلى بعض الأوضاع الصعبة التي تعيشها ”القصبة” مع اقتراح بعض الحلول التي من شأنها أن تخفف من آثار الخطر الذي يتهدد هذا المعلم الأثري العالمي. وافتتح اللقاء السيد بلقاسم باباسي رئيس جمعية ”القصبة” الذي ربط هذه الاحتفالية بذكرى يوم الشهيد (18 فيفري)، حيث أشار إلى أن القصبة قدمت فلذات أكبادها للثورة التحريرية ويبلغ عدد شهدائها أكثر من 3000 شهيد أغلبهم من الشباب، لذلك فكرت الجمعية في إقامة جدارية في ”باب جديد” تضم أسماءهم منهم -كما ذكر- الشهيد البطل سيدي إدريس حميدوش الذي سقط في معركة الجزائر. القصبة قدمت للجزائر إطارات وأبطالا ناضلوا في الحركة الوطنية والثورة، كما أعطت لبناء الدولة الجزائرية إطارات في الجيش والإدارة والفن وغيرها. من جهة أخرى، صرح المتحدث أن الجمعية جددت مكتبها بأعضاء شباب على اعتبار أن عملها سيكون طويلا وشاقا لنيل كل حقوق الجزائر تجاه قصبتها، علما أن القصبة ليست حكرا على الجزائر بل أنها هوية وتاريخ للجزائر ككل، كما أن القصبة ضمت منذ قرون كل أبناء الجزائر شرقا وغربا، شمالا وجنوبا وهذا ما يفسر انخراط واهتمام المختصين والمواطنين بالجمعية من كل الوطن. للإشارة، فإن ضيف شرف هذا اللقاء كان رئيس جمعية ”قصبة دلس” وبالمناسبة، أشار السيد باباسي إلى أن هناك 300 جمعية وطنية مختصة في إنقاذ المدن التاريخية بالجزائر (يترأسها وطنيا السيد باباسي). بالنسبة لحال القصبة اليوم، أكد باباسي أنها تعاني بعض الإهمال والركود وثقل إجراءات وحماية مبانيها، داعيا إلى إعطاء مهمة ترميم القصبة للجزائريين إذ أن الجزائر ليست عاقرا ولها مختصون من ذوي الخبرة بما يكفي هذه العملية، فكما أن أجدادهم بنوا القصبة (وليس الأتراك كما يشاع) فإنهم اليوم بدافع الغيرة الوطنية قادرون على ذلك. في هذا الاتجاه، تحدث باباسي عن الدراسات التي أنجزتها الجمعية بفضل خبراء شباب جزائريين (مهندسون، علماء آثار، مؤرخون...) كان عددهم 15 ويمثلون مختلف مناطق الوطن، وهكذا فإن الدراسة النهائية (الخلاصة) أرسلت منذ سنوات إلى اليونيسكو ليثمنها خبراؤها بعد استدعائهم إلى الجزائر ودراستهم للمشروع ومناقشتهم لاصحابه (تاريخ المدينة، المدينة والتقاليد، العمران ...) ليكتب نائب رئيس اليونيسكو حينها للجمعية أن في الجزائر ما يكفي من خبراء لهذه المهمة. وليست بحاجة لخبراء وتقنيين أجانب ومنها انطلقت الجمعية في العمل لكن الجهود تشتتت وأوقف كل نشاط جاد خاصة من طرف الإدارة المحلية. يقول باباسي: ”شيء مؤسف أن نرى بيوت القصبة تتهاوى يوما بعد الآخر. المؤسف أيضا التلاعبات العقارية واستغلال البيوت القديمة وكرائها (60 مليون سنتيم للغرفة) ناهيك عن عدم تكامل جهود الإدارة خاصة بين المسؤولين، وإن يوم القصبة هو يوم تأسف على حالها وليس احتفالا بها كما يشاع. تقوم الجمعية أيضا بجهود خاصة بالعمل الجواري وقد ضمت إليها 5 عناصر نسائية قصد تحقيق ذلك كما ستقوم بإنشاء مكتبة وقاعة للإعلام الآلي في هذا الحي ذي 62 ألف نسمة. نائب رئيس الجمعية السيد باباسي (المكلف بالتاريخ وجمع المخطوطات) عبر عن أمله في أن تلقى التنمية في حي القصية نصيبها من مشروع تطوير العاصمة الذي يمتد إلى 2028، كما طالب بعدم مركزية تسيير ملف القصبة، واستحداث شرطة العمران بها. السيد عمراني استعرض جانبا من تاريخ القصبة عبر 3 آلاف سنة، مؤكدا أنها كانت دولة عظمى ذات حضارة راقية. أما السيد الحاج غربي (مكلف بالعمل الجواري بالجمعية)، فتحدث عن تجربة ترميم بعض مباني القصبة، من طرف مؤسسة جزائرية رممت 52 بناية، كما تطرق إلى آفاق تطوير القصبة في المجال السياحي وضرورة تكوين مرشدين في هذا المجال.