دعا الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز، أمس، المجتمع الدولي ومنظمة الأممالمتحدة، إلى ضرورة التدخل العاجل لإطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين الصحراويين بالسجون المغربية، في نفس الوقت الذي طالبت فيه الأممالمتحدة باتخاذ الخطوات اللازمة لتصفية الاستعمار في الصحراء الغربية وتمكين الشعب الصحراوي من نيل استقلاله. أكد الرئيس عبد العزيز في كلمة ألقاها بمناسبة إشرافه على الاحتفالات الرسمية المخلدة للذكرى ال37 لقيام الجمهورية الصحراوية، التي احتضنت فعالياتها ولاية السمارة بحضور أعضاء الأمانة العامة للجبهة والمجلس الوطني ونواب عن البرلمان الجزائري، على ضرورة تحرك المجتمع الدولي والدول الكبرى بمن أجل إطلاق سراح 24 ناشطا سياسيا صحراويا معتقلا بالسجون المغربية دون قيد أو شرط، وفتح تحقيق شامل وموسع حول مصير651مفقودا صحراويا بمن فيهم الشبان ال15المختطفين منذ شهر ديسمبر2005. كما دعا الأمين العام لجبهة البوليزاريو، إلى وضع الآليات العملية التي تمكن من تنظيم استفتاء حر وعادل وشفاف لتقرير مصير الشعب الصحراوي المكافح، من أجل الحرية والاستقلال. وقال إن ذكرى الإعلان عن ميلاد الجمهورية الصحراوية تعد مناسبة ذات أهمية لتجديد تحية الإجلال والافتخار لكل المعتقلين السياسيين وعائلاتهم الصابرة، على خلفية ملحمة مخيم أكديم إيزيك. وقال الرئيس الصحراوي، إن المحاكمة الظالمة التي مثل أمامها هؤلاء النشطاء، محاكمة تفتقد لأدنى شرعية وبعيدة كل البعد عن المحاكمات العادلة وهذا بشهادة المحامين الغربيين. وأضاف، أنها محاكمة صورية بكل المقاييس وجاءت لتثبت مدى فشل كل السياسات التي انتهجتها دولة الاحتلال رغبة منها في إسكات صوت القضية الصحراوية عبر انتهاكات حقوق الإنسان وحالات التعذيب والترحيل القسري والتقتيل الفردي والجماعي، إلى جانب تعنّت النظام المغربي في تطبيق استفتاء تقرير المصير والتنكر للقوانين واللوائح الأممية. وتحدى الرئيس الصحراوي هذه الانتهاكات وقال: إن "هذه المحاكمة وكل أشكال الظلم والهمجية والغطرسة الممارسة من قبل المغرب ضد الصحراويين العزّل بالأراضي المحتلة، لن تثني عزيمتهم الكبيرة في مواصلة الكفاح بشتى الطرق والوسائل المشروعة لتحقيق الانعتاق والتحرر من الاحتلال المغربي". ولكن ذلك لم يمنعه من توجيه دعوة إلى المجموعة الدولية من أجل الضغط على السلطات المغربية، حتى تمتثل للشرعية الدولية وتوقف انتهاكاتها الصارخة لحقوق الإنسان. وحمّل المغرب في هذا الإطار، فشل المفاوضات غير الرسمية بين البوليزاريو والحكومة المغربية وسعيه الدائم لعرقلتها في كل المناسبات، متهما النظام المغربي بضلوعه في تهديد الأمن والسلم بمنطقة الساحل ورعايته للجريمة المنظمة، من خلال تجارة المخدرات ودعم الإرهاب ضمن ممارسات أصبحت تشكل أكبر تهديد تواجهه منطقة الساحل الإفريقي والمغرب العربي. وعبّر الرئيس محمد عبد العزيز عن دعم جبهة البوليزاريو لمقترحات الجزائر لإقرار حل سلمي لإنهاء الحرب الدائرة في شمال مالي، كما حيا المواقف الثابتة والتاريخية للجزائر شعبا وحكومة الداعمة للقضية الصحراوية العادلة، مبرزا المكانة الهامة والريادية التي تبوّأتها في منطقة الساحل والعالم لاسيما في مكافحة الإرهاب، ومضاعفة الجهود السلمية لحل الأزمة بدولة مالي وهو ما تؤكده الدول العظمى في هذا الشأن. وأعطيت إشارة انطلاق الاحتفالات الرسمية المخلدة للذكرى ال37 لقيام الجمهورية الصحراوية بمشاركة فرق رياضية شبانية ونسوية، إلى جانب تقديم استعراضات عسكرية وفنية عكست مدى تمسّك الشعب الصحراوي بحقه في تقرير المصير والعيش الكريم في كنف الحرية والاستقلال. ولاية السمارة بمخيمات اللاجئين الصحراويين: م/أجاوت