أكدت ناشطات في قضايا المرأة أن مسيرة النضال من أجل ضمان حقوق المرأة مازالت مستمرة، مشيرات إلى أن الثورات التي عرفتها بعض الدول العربية فيما سمي ب"الربيع العربي" أفرزت معطيات بعضها كان ضد المرأة لاسيما بعد اعتلاء تيارات إسلامية الحكم في بعض هذه البلدان. وطرح مركز الدراسات الدولية لجريدة "الخبر"، أمس، بالعاصمة موضوع "النساء والربيع العربي" من خلال استعراض وجهات نظر سيدات من الجزائروتونس ومصر وسوريا. اللائي عرضن تجربتهن ورؤيتهن لواقع المرأة في بلدانهن وكذا رأيهن في تداعيات الثورات على حقوق المرأة ومكتسباتها. فبالنسبة للسيدة رجاء بن سلامة، من تونس، فإن وضع المرأة يختلف من بلد لآخر ولايمكن وضع الجميع في سلة واحدة، مشيرة إلى أنه لا وجه للمقارنة بين وضع المرأة في تونس وفي السعودية على سبيل المثال. من هنا رفضت الحديث عن موروث سوسيولوجي واحد لكل الدول العربية وقالت إنه ينبغي "انتقاد التفكير التكتلي". وعادت للتذكير بأهم الأحداث التي عاشتها تونس منذ ثورة الياسمين وما أعقبها من انتخابات توجت بحصول حركة النهضة الاسلامية على أغلبية المقاعد في البرلمان الجديد، دون إغفال بروز الحركات السلفية. ورفضت السيدة بن سلامة الحديث عن وجود "تطرف علماني" بتونس يقابل التطرف الاسلامي، مشيرة إلى أن هذا التيار قبل بالانتخابات وما أفرزته الصناديق، إلا أنها أعابت على النهضة اختزالها الديمقراطية في الصناديق فقط -على حد تعبيرها- وإهمال القيم الديمقراطية، بل واتهمت زعيم الحركة بمحاولة تقسيم التونسيين بين مؤيدين ومعارضين للثورة. وشددت، من جانب آخر، على أهمية القوانين والتشريعات والسياسات الموضوعة وكذا أهمية تغيير العقليات، معبرة عن اقتناعها بأنه لايوجد نموذج محدد لدولة إسلامية كما يدعي البعض. من جهتها، سردت السيدة ماري دانيال، من مصر، أهم محطات الثورة منذ أولى الاعتصامات في ميدان التحرير، مؤكدة أنه لايمكن إنكار الدور الذي لعبته المرأة سواء تلك التي شاركت في الاعتصامات والمظاهرات، أو الأم التي كانت تنشغل في كل مرة ينزل فيها ابنها إلى الشارع من أجل المشاركة في الثورة. وقالت إنه لغاية اليوم مازالت المرأة المصرية في الميدان لاستكمال المسار، مشيرة إلى أن الدستور المصري الجديد "لايضمن حقوق المرأة"، مضيفة أن "هذا الدستور لايعني لنا شيئا"، وأن "الثورة مستمرة"، رغم أنها اعترفت بأن أهم إنجاز تم تحقيقه هو "كسر حاجز الخوف". أما السيدة لمى طيارة، من سوريا، فاعتبرت أنه من السابق لأوانه الحديث عن وضع المرأة بعد الثورة في سوريا وقالت إنه من الخطأ الحديث عما يحدث "ونحن في وسط الحدث"، مضيفة أن السوريين ككل العرب يتابعون مايحدث بهذا البلد من خلال وسائل الاعلام السورية والعربية وأقرت "ليس لدينا صورة مكتملة عما يحدث". إلا أنها بالمقابل اعترفت بأن المرأة السورية تعيش أوضاعا جد صعبة في ظل هذه الظروف، إذ تتعدد معاناتها لاسيما في غياب الرجل الذي جعلها المعيلة للأسرة. في السياق انتقدت المتحدثة الصورة السيئة التي تظهر بها المرأة في الدراما السورية. ومن الجزائر، ذكرت الصحفية سامية بلقاضي بما عاشته الجزائر في العشرية السوداء ومعاناة المرأة خلالها لاسيما وأنها كانت مستهدفة أكثر من باقي شرائح المجتمع، كما قالت. لكنها لم تنس الاشارة إلى "الرموز النسوية" التي دافعت طيلة هذه السنوات عن حقوق المرأة مما مكن من تحقيق الكثير من المكاسب، وكذا ولوج المرأة إلى مجالات كانت محتكرة من طرف الرجل. وأعاب بعض المتدخلين من طلبة كلية العلوم السياسية والاعلام غياب الرأي الآخر في هذا اللقاء، معتبرين أن جريدة "الخبر" اكتفت بدعوة ممثلين عن التيار العلماني، وغيبت ممثلي التيار الاسلامي.