تعتبر صناعة النسيج مصدر رزق العديد من الأسر الجلفاوية، نظرا لطابع المنطقة الرعوي الذي يضمن وفرة الصوف، حيث تتفنن النسوة في النسيج التقليدي فتبدع قطعا مختلفة منها الحايك، البرنوس، والقشابية، وعن هذا كله حدثتنا (ب.أمينة) مؤسسة جمعية «الكرامة لتنشيط المرأة والدفاع عن حقوقها» على هامش المعرض الكبير للفلاحة الذي نظم مؤخرا. قالت (ب. أمينة) في لقاء جمعها ب''المساء'': «لابد من تحسيس المرأة بضرورة المحافظة على التراث الجزائري القديم، حيث تمثل الصناعة التقليدية رمزا من رموز التاريخ الجزائري، وذلك بتعلم مختلف الصناعات التقليدية ونشرها عبر مختلف أرجاء الوطن، خاصة وأن هذه الأخيرة تضمحلّ تدريجيا بسبب سيطرة السلع الأجنبية الصناعية التي ليست لها معنى ولا روح»، وأضافت المتحدثة متأسفة:« أن تسويق هذه الأعمال والقطع الفنية التي تأخذ ساعات طويلة من وقت المرأة الجلفاوية، جد صعب خاصة أنّ الإقبال عليها جد ضئيل من طرف الجزائري، في حين يتسابق السياح الأجانب في الظفر بواحدة من تلك القطع الرائعة الصنع والتي يشترونها دون تردد ويتباهون بها عند رجوعهم إلى بلدانهم». وتتنوع المنتجات النسيجية اليدوية في الجلفة عامة وعين وسارة خاصة بين الزربية بمختلف أحجامها وألوانها والقشابية والبرنوس والحايك، وتجدر الإشارة إلى التميّز الذي تنفرد به المنطقة من حيث جودة المنتج خاصة البرنوس الوبري الذي بلغ حد الشهرة العالمية، والذي يعد مفخرة الرجل ورمزا للتباهي والزينة، وهو من أثمن الهدايا التي تحمل معاني الكرم والجود التي تمتاز بها المنطقة. تتكفل ربات البيوت بمدينة عين وسارة في نسج القشابية، حيث يتم اختيار الوبر بخبرة وتجربة واسعتين لتتم بعد ذلك عملية تصفيته وغزله بوسائل تقليدية على غرار المشط، والقرداش والمغزل والحلال، من خلال تشكيل خيوط ذات لون بني ذهبي تنسج تقليديا من طرف النسوة التي تتعاونن من خلال «التويزة» للإسراع في عملية النسج التي تدوم ما بين 20 يوما حتى شهرا، تقول المتحدثة. وتواصل قائلة: «وفي الأخير تأخذ القطعة المنسوجة شكل البرنوس أو القشابية بعد أن يتم خياطتها في الغالب من طرف أحد حرفيين الرجال ممن يتمتعون بالمهارة اليدوية، هذه الأخيرة التي تشكل لوحدها إبداعا يتفنن فيه هؤلاء ممن يسترزقون مما تجود به أناملهم. وحول وضع الحرف التقليدية في المنطقة، قالت السيدة أمنية: يعرف قطاع الصناعة التقليدية على مستوى ولاية الجلفة، خلال السنوات الأخيرة، قفزة نوعية في عدد الممارسين لمختلف الحرف التقليدية لاسيما الفنية، حيث ترجع هذه الزيادة إلى استحداث غرفة للصناعة التقليدية والحرف بالولاية، فضلا عن الوعي لدى هاته الفئة بفضل الجمعيات التي من شأنها الحفاظ على هذا التراث، إلا أن مشكل غياب التسويق يبقى العائق الوحيد لهذه الصناعة، وعليه يطالب الحرفيون في العديد من المناسبات السلطات المحلية بدعم هذا المجال وتسهيل عملية التسويق عبر التراب الوطني.