أكد الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادي خلال افتتاح مؤتمر الحوار الوطني الشامل، أن قضية الجنوب الداعي سكانه إلى الانفصال ستطغى على أشغال هذا المؤتمر التي انطلقت أمس بالعاصمة صنعاء. وقال الرئيس منصور هادي، إن القضية خطيرة وبالتالي فإنه ليس هناك مجال لإصدار حلول ترقيعية أو مجزأة بشأنها، وإنما تستدعي رؤية واضحة كون معالجتها بحكمة سيؤدي إلى القضاء على كل الاختلالات التي عانيناها بسببها. وشدد الرئيس اليمني الانتقالي الحرص على أعضاء المؤتمر، بإعداد دستور يتماشى وطموحات الأجيال اليمنية رغم كل العراقيل التي لا زالت تواجهنا". وقال "إن يمن ما بعد الحوار ليس كما كان قبلها، وإن مؤتمر الحوار الوطني ليس أمامه غير النجاح ولا شيء غير النجاح حتى لا نخيب ظن شعبنا ولا آمال العالم فينا. ودعا هادي إلى الخروج من خنادق العصبيات الصغيرة والسير على طريق المستقبل، والعيش تحت سقف واحد، وهو من مصلحة الشعب اليمني. وحرص الرئيس اليمني على مسألة تسوية قضية الجنوب في ظل استمرار المسيرات الاحتجاجية والعصيان المدني الذي دعا إليه نشطاء الحراك الجنوبي، الداعين إلى انفصال اليمن الجنوبي السابق بعاصمته عدن عن الشمال ومقاطعة أشغال هذا المؤتمر، الذي سيعمل المشاركون فيه على إنهاء المرحلة الانتقالية بتنظيم أول انتخابات عامة شهر فيفري من العام القادم. ويعلق الشعب اليمني آمالا كبيرة على المؤتمر لإخراج البلاد من أزمتها متعددة الأوجه التي دخلتها منذ الحراك الشعبي الذي هزها، ضمن ما أصبح يعرف بثورات " الربيع العربي"، وخاصة وأن أشغاله ستدوم ستة أشهر كاملة، يتم طيلتها مناقشة تسع قضايا جوهرية سيتحدد على أساسها مستقبل اليمن لمرحلة ما، بعد نظام الرئيس علي عبد الله صالح بدء بقضية انفصال الجنوب وقضية صعدة في الشمال، والتي شهدت حروبا متلاحقة بين قوات الجيش اليمني وجماعة الحوثيين الشيعية، بالإضافة إلى مسائل إصلاح العدالة وبناء الدولة والحكم الراشد وبناء الجيش والأمن واستقلال الهيئات والحقوق والحريات والتنمية المستدامة. وإذا كانت مختلف القضايا المدرجة في جدول أعمال المؤتمر قابلة للتسوية، فإن قضية الجنوب وتنامي أعداد الداعين إلى استقلاله تبقى أهم عقبة في طريق تجسيد المرحلة الانتقالية التي حددتها المبادرة الخليجية الموقعة في خريف عام 2011، والتي أرغمت الرئيس عبد الله صالح على الرحيل. وبالتزامن مع انطلاق أشغال مؤتمر الحوار، خرج آلاف اليمنيين في مظاهرات حاشدة في عدد من مدن الجنوب استجابة إلى الدعوات التي أطلقها ما يعرف ب«الحراك الجنوبي" الانفصالي، مطالبين بمقاطعة الحوار والتأكيد على مطلبهم بإعادة بعث دولة اليمن الجنوبي. ورفع المتظاهرون شعارات "لا تفاوض ولا حوار نحن أصحاب القرار"، كما رفعوا صورا لرئيس اليمن الجنوبي السابق علي سالم البيض ونددوا بمشاركة ممثلين عن الجنوب في جلسات الحوار واعتبروا أن أي حوار يجب أن يتم بين دولتي الشمال والجنوب.