طالب بعض الأكاديميين بولاية قسنطينة، وعلى رأسهم الدكتور عبد الله بوخلخال عميد الجامعة الإسلامية ”الأمير عبد القادر”، خلال جلسة عمل جرت بمقر الولاية بسويداني بوجمعة بحر هذا الأسبوع، حول الحدث الكبير الذي سوف تحتضنه قسنطينة وهو عاصمة الثقافة العربية لسنة 2015، بتحويل ثكنة القصبة التي تعود إلى القطاع العسكري، إلى فضاء ثقافي ومتنفس إضافي بوسط المدينة تستفيد منه عاصمة الشرق، قبل احتضانها للحدث الثقافي البارز على الصعيد العربي. واعتبر أصحاب هذا الطرح، أنّ الثكنة العسكرية التي تعتلي وسط المدينة بحي القصبة العريق، أحد أقدم أحياء قسنطينة على مشارف جسر سيدي مسيد باتجاه المستشفى الجامعي، من الممكن أن تكون مركز إشعاع ثقافي وفكري بدلا من وضعها الحالي المستغل كسجن عسكري. من جهتها، اعتبرت السلطات المحلية بالولاية والتي فتحت الأبواب أمام كل الاقتراحات دون إقصاء أو تهميش في إطار الاستعدادات للحدث قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015، أنّ هذا الطرح ممكن وقابل للتجسيد، بالتشاور مع المؤسسة العسكرية، حيث رحّبت به وأبدت استعدادا للمضي قدما من أجل تحويل سجن القصبة العسكري إلى فضاء ثقافي يشرف المدينة، التي تضرب جذورها في عمق التاريخ إلى أكثر من 25 قرنا. سجن الكدية الواقع بوسط المدينة هو الآخر كان محل اهتمام، حيث طالب العديد من مثقفي المدينة بإزالته من أجل التنفيس على منطقة الهرم وديوان الوالي، وحتى يكون الفضاء الذي سيستقبل المحطة النهائية لمشروع الترامواي بمحاذاة ملعب الشهيد ”رمضان بن عبد المالك” أكثر اتّساعا، بعيدا عن الكتلة الحجرية الضخمة التي يشكلّها هذا السجن الذي يعود للحقبة الاستعمارية، والذي عرف سجن العديد من رموز المقاومة الجزائرية، بدءا من الشيخ حداد وصولا إلى أسد الأوراس الشهيد مصطفى بن بولعيد، حيث اقترحت بعض الوجوه الثقافية هدم السجن مع ترك نصب تذكاري للأجيال اللاحقة، يروي معاناة الشعب الجزائري مع طغيان وقهر الاستعمار وأساليبه في دحر المقاومة ومحاربة دعاة الحرية. وقد أبدى والي قسنطينة الذي وجه رسالة إلى كل طاقات المجتمع المدني من أجل مواكبة الحدث، حسب تأكيد مصادر مطلعة تفهّمه لهذا الطلب، ووعد بأن تكون الأمور في مجراها الطبيعي، وأنّ المسألة مسألة وقت فقط، وهو ما فسّرته هذه المصادر، بأنّ الولاية ستقدّم اقتراحا في هذا المسعى إلى الوزير الأول عبد المالك سلال، قبل المضي في مشروع تهديم سجن الكدية الذي كان قبل بضع سنوات في عهد الوالي السابق عبد المالك بوضياف قاب قوسين، إلى التهديم أثناء تحديد مسار الترامواي، لكن تدخل بعض الجمعيات التي راسلت وزارة المجاهدين، مبرزة الطابع التاريخي للمكان، حال دون تنفيذ العملية.